الأهداء:
إلى كل الذين رحلوا عنا من غير وداع، ضحايا أبرياء.
تهضتُ لرؤيته متوجها نحوي، مددت ُ له يدي أصافحه و قد أنتابني شعور من الغبطة. علت ْ سحنة حزن كظيم ملامح وجهه الذي بدا لي و قد تغضن أكثر من ذي قبل. جاءني صوته هاشا و مرحبا بفرح مفاجئ. ظل واقفا يتطلع في ّ وكأني به يتفحص ملامحي بعد غياب...
أشتد بي الشوق للفتاة التي أحب ووجدتني في نوبة شوق كبير تأخذني بعيدا ً عن كتابي الذي كنت أقرأه إستعدادا ً للإمتحان. حملتني تلك النوبة من الشوق إلى عالم الخيال الذي أعيش فيه كلما هزني الشوق إليها ولرؤيتها.وأغرق في لجة تساؤلات تضج في رأسي حين يخطر لي طيفها . يا ترى هل ستكون لي فرصة اللقاء بها...
كانت وظيفتي في دائرة كبيرة على رأسها رجل حزب سياسي له القدح المعلى في الأمور كلها. قربني إليه لكفاءتي و جديتي في العمل وأغدق عليّ العطاء فعشتُ في رخاء و عز وجاه و دعة و نعيم ، حتى أصبحتُ أرفل في النعيم و حمدت الله على هذا النعيم الذي يتطلع له أكثر الموظفين في الدائرة .
ذات يوم جاء رسول منه يطلب...
إلى الذين يعيشون على الأرض ، والذين يمرون عليها مجرد مرور ، كأنهم ظلال و خيال .
القاص محمد عبد الحليم عبدالله روايته ( الضفيرة السوداء)
أجده اليوم على غير ما تعودت أن أراه ، ساهماً كثير الشرود لائذاً بالصمت مسرحاً ببصره في المجهول ، و أحياناً أجده ينظر إلى الأرض و كأنه يبحث فيها...