أبو الحسن يحيى بن عيسى بن إبراهيم بن الحسين بن على بن حمزة بن إبراهيم بن الحسين بن مطروح، الملقب جمال الدين، من أهل صعيد مصر . ولد سنة اثنتين و تسعين وخمسمائة (592هـ) بأسيوط. ونشأ هناك وأقام بقوص مدة، وتنقلت به الأحوال فى الخدم والولايات، ثم اتصل بخدمة السلطان الملك الصالح نجم الدين ابن السلطان الملك الكامل، وتنقل معه فى الولايات حتى تولى الملك الصالح ولاية مصر سنة (637هـ)، ثم وصل ابن مطروح بعد ذلك إلى مصر سنة (639هـ)، فرتبه السلطان ناظرًا فى الخزانة، ولم يزل يقرب منه ويحظى عنده، حتى جعله نائبًا له عن دمشق ، ومضى إليها وحسنت حالته، وارتفعت منزلته. ثم سيره مع عسكره لحفظ الديار المصرية من الفرنج وذلك سنة (647هـ)، وتغير عليه الملك الصالح لأنه تنكر لأمور نقمها عليه، وابن مطروح مواظب على الخدمة مع الإعراض عنه، ولما مات الملك الصالح سنة (647هـ) بالمنصورة، وصل ابن مطروح إلى مصر ، وأقام بها فى داره الى أن مات. وكانت أدواته جميلة، وخلاله حميدة، جمع بين الفضل والمروءة والأخلاق الرضية، وكان بين ابن خلكان -صاحب الوفيات- وبينه مودة أكيدة ومكاتبات فى الغيبة، ومجالس فى الحضرة تجرى فيها مذاكرات أدبية لطيفة، وله ديوان شعر رائق.
توفى سنة تسع وأربعين وستمائة (649هـ) بمصر.
توفى سنة تسع وأربعين وستمائة (649هـ) بمصر.