نفتالي شيم طوف

نفتالي شيم طوف (1975- )

أديب وأكاديمي إسرائيلي من أصل عراقي، متخصص في تدريس المسرح، حصل على درجة البكالوريوس من قسم الفنون المسرحية بجامعة تل أبيب، وقام بتدريس المسرح في الجامعة ذاتها، وحصل كذلك على الدكتوراه في المسرح، عمل كذلك في جامعة حيفا، والجامعة المفتوحة، حيث يقوم بتدريس تاريخ المسرح والدرامة العبرية.
ترجم له "نائل الطوخي" قصة قصيرة بعنوان "I like burekas in the morning “
وهي قصة عبرية تحمل عنوانا بالإنجليزية، جاءت في كتاب "أصداء الهوية. الجيل الثالث يكتب باللغة الشرقية" وهو يتناول تجربة الكتاب الإسرائيليين من أصول شرقية، وإشكالية إحساسهم بالاغتراب في إسرائيل، وكيفية التعبير عن هويتهم الأصلية"، وشاركه في إعداد الكتاب "ماتي شيموئيلوف" وهو أديب وشاعر إسرائيلي من أصل عراقي أيضا، وترجمنا له من قبل قصيدتيه غزة1، غزة 2 .
عن القصة:
تدور أحداث القصة التي كتبها "نفتالي" إبان دراسته الثانوية، وتسرد جانبا من سيرته الذاتية، حول شاب إسرائيلي يهودي من أصل شرقي يتذكر وقت دراسته في المرحلة الثانوية، وكيف كانت حياته ما بين الفقر المدقع الذي يعيش فيه، وسوء أوضاع منظومة التعليم العام في إسرائيل، وكونه يهودياً من أصل شرقي (سفاردي)، من أصل عربي تحديداً، ونتيجة لكل هذه الأسباب يصاب بطل القصة بالإحباط الشديد والإحساس بالاغتراب.
بطل القصة – كما روى – كان شاباً إسرائيلياً فقيراً، يعمل أبوه في معمل ألبان بسيط، يكسب القليل جداً، وهو ما لا يكفي المتطلبات المعيشية للأسرة، فتضطر الأم للعمل كخادمة، وعملها هذا هو الذي يتكفل للأسرة بمعظم متطلباتها، حيث تكسب مالاً أكثر من الأب، وهذه أولى المشكلات التي عانى منها البطل، والتي يضطر بسببها إلى الالتحاق بمدرسة عامة، وليست مدرسة خاصة راقية، ويشعر ببعض الخزي والعار من التصريح بأنه فقير، ويرضى لنفسه بأن يعرفه المسئولون في المدرسة على أنه مشاغب.
يضطر لطلب تخفيض المصروفات الدراسية، لكن طلبه قوبل بالرفض، بأسلوب حازم قاطع، مما يجعله يقنط على القائمين على المنظومة التعليمية.
سلطت القصة الضوء على المؤسسة التعليمية العامة في إسرائيل، وما تعانيه من ترهل وقمع للتلاميذ، فالمناهج التعليمية بائسة لا قيمة لها، ولا تفيد الطالب في الواقع العملي، والمسئولون الإداريون ومعهم بعض المدرسين قساة صارمون، يتعاملون مع الطلاب بشدة بالغة، ويستخدمون معهم أساليب قمعية، ناهيك عن التفرقة بين كل طالب وآخر وفقاً للشكل الخارجي والملامح، وليس تبعاً لقدرات العلمية والفكرية.
ربما المشكلة الأكبر التي واجهت البطل، وجرت خلفها المشاكل الأخرى، هي كونه سفاردياً، هذا ما جعل والديه يعملان في مهن بسيطة لا توفر ما يعول الأسرة، وكونه سفاردياً جعله يضطر للدراسة في مدرسة عامة سيئة الإدارة، وكونه سفاردياً جعله في وضع اشتباه دائم من قِبَل حارس المدرسة، وكونه سفاردياً جعله مثار سخرية المدرسين وعدم قناعتهم بقدراته الفكرية أو بمواهبه الفنية. والأكثر من ذلك أنه من أصل عربي.
القصة واحدة من سلسلة أعمال أدباء إسرائيليين ذوي أصول شرقية، وأصول عراقية على وجه الخصوص، كلها تطرح مسألة اغتراب أجيال من الإسرائيليين، وحنينهم إلى الهوية الأصلية، وأصبحت هذه الكتابات تمثل موجة كبيرة في الساحة الأدبية الإسرائيلية المعاصرة، وإضافة لـ"نفتالي شيم طوف" و"ماتي شيموئيلوف" هناك آخرون، منهم الأديب والشاعر والناقد "ألموج بهار"، وهو الآخر ذو أصول عراقية، وترجمنا له من قبل على المدونة قصته القصيرة "ستار"، وقصيدته "ميدان التحرير".


شيم طوف.jpg
أعلى