مهداة إلى : وحيـد حـامد
يرتعش جسدي تحت رشاش الماء البارد .. يتناهى إلى مسامعي آذان الصلاة الوسطى ...
يتجه عبد الله ، جارنا الكهل الملتحي إلى المسجد وحيدا .. تعكس ملامحه صفاء دواخله .. تراودني ابتسامة شقية حين ترن في أذني عبارة أحد ركاب الحافلة ، متسلقي الأكتاف :" لم لا تتزاحمون هكذا في المساجد...
كما يجدر برجل وحيد ، وبائس تغفو إرهاقا ، والحافلة تمخر عباب الإسفلت ، في ظلمة المغيب الشاحبة ...
تنتبه إلى أن تلك الفتاة المحجبة تشبه امرأة سكنتك ، ذات شقاء ، على الأقل هذه تتطلع إليها بحرية ، وأنت تدرك تمام الإدراك أنك رجل غير ناضج عاطفيا ، وتطارد سراب استقرار عاطفي ":آه . يا هند !يا جرحا وشم...