عندما استيقظ الرئيس، كما اعتاد مع الطلائع الأولى للفجر، تأكد من صحة التوقعات الجوية : سماء صافية، حرارة مرتفعة شيئا ما· اغتسل ثم توقف لدقائق بالمكتب الذي يضع له فيه سكرتيره مفكرة اليوم، التي يكتبها مستشاره الروحي المفضل· مفكرةّ ذلك الصباح الخريفي الهادئ كانت تدحض تأكيدات أحد الملحدين بصدد مسألة...
لن أستطيع مرة أخرى تجنب ضرورة الحديث عن عملي الخاص ككاتب، رغم اقتناعي العميق، المعبر عنه مرات عديدة، أنه اذا كان الجهد المبذول لانجاز عمل أدبي ما يعود إلى الكاتب، فان حصيلته تنتمي إلى جميع الناس إلا اليه. لهذا اقترح هنا التفكير لا في عملي كروائي (آخرون مؤهلون أكثر مني قاموا بذلك) وانما في...
"على كل من يكتب عن الشرق أن يحدد موقعه من الشرق" (إدوارد سعيد).
قبل بضع سنوات، كنت جالساً ذات مرة قبالة ساحة جامع الفنا بمراكش أستمتع بفنجان قهوة فدنا مني سائح فرنسي. وبعد تحيتي أعرب لي عن إحساسه الغامر بالتواجد في الشرق. في الشرق؟ نعم، البزارات والأسواق وعبير التوابل… وكأنها حكاية شرقية، أليس...
مثلما بيّن ميخائيل باختين، في تحليله الرائع لعمل 'رابلي'، هناك لحظة يمتزج فيها الواقع بالمتخيل، بحيث تحل الأسماء محل الأشياء التي تحدد، ثم يصير للكلمات المبتكرة وجودها الخاص: فتنمو وتتطور وتتزاوج وتتوالد مثل كائنات من لحم وعظم.
السوق والساحة الكبرى والفضاء العمومي، شكلت فضاء مثاليا لتفتقها...