جاءتني هذه الرسالة من الأديب صاحب الإمضاء أجتزئ منها بما يأتي للتعقيب عليه. قال حضرته:
(. . . ما قصدت بهذه الرسالة إلا إلى استجلاء نقطة دقيقة في حياة الإنسان المفكر. وهي الصلة في شخص الكاتب بين العقل الكبير مصدر الآراء النافعة التي يرسمها القلم البليغ وبين الطموح إلى السلطة التي هي وسيلة تنفيذ...
من رأيي الذي شرحته قبل الآن أن الحروب والثورات تشحذ ملكات الخطابة ولا تشحذ ملكات الشعر، بل تلجئها أحياناً إلى الصمت والركود، لأن الشعر (فردي) والخطابة اجتماعية تنشط بنشاط الجماعات، وتؤدي عملاً لا غنى عنه في أيام الحروب والثورات
وما يروج من الأناشيد والأغاني في إبان الحرب أو الثورة، فإنما حكمه...
كتب كثير من الأدباء في الخصومة التي حدثت بيني وبين الرافعي، أو بيني وبين شوقي رحمهما الله، فلم أجد فيما كتبوه مدعاة إلى التعقيب أو المناقشة، وآثرت السكوت عليه.
وقرأت للأستاذ الصديق صاحب الرسالة مقالاً عن رأي الرافعي فيّ وفي الدكتور طه حسين، فرأيت فيما رواه عن الرافعي رحمه الله مذهباً من الخصومة...
مهداة إلى (القروش) النقدية!
الشعور السعيد
أسعد الشعور ما امتزج فيه شعور الإنسان بنفسه وشعوره بغيره، أو ما كان فيه الشعور بالغير ضربا من الشعور بالنفس. ومن هذا القبيل شعور الأب بابنه والحبيب بحبيبه والمشهور بشهرته: يرى نفسه في غيره ويرى غيره في نفسه، فيلتقي فيه الرضى عن النفس والرضى عن الدنيا...
قال صديقنا الدكتور طه حسين في تبيين مقصده من كتابه هذا: وستقول فانك إن مضيت على هذا النحو لم تقدم إلينا كتاباً في البحث العلمي ولا في النقد الأدبي؛ وإنما تتحدث إلينا عن صديق! وهذا حق؛ فأني لا أقدم إليك كتاباُ في البحث العلمي عن أبي العلاء، ولا في النقد الأدبي لأبي العلاء، ولعلي قدمت إليك من ذلك...
يوم قرأت أنهم سيحتفلون في معاهد الغرب الفلسفية بانقضاء مائة وخمسين سنة على مولد (شوبنهور) كان شعوري بهذا النبأ كشعور السالك في الطريق يلقاه على حين غرة صديق قديم مستحب اللقاء مذكور البدوات، على شوف إلى مراجعة عهده السابق واستئناف عشرته القديمة
هذا أنت يا صاح؟
وأين كل هذا الزمن الطويل؟
فقد مضت...
كل ناقد لابد له من قدرة على الخروج من نفسه بعض الأحايين، أو من قدرة على تصور الأشياء كما يتصورها مائة إنسان لا كما يتصورها فرد واحد في جميع الحالات
وما كان (الخيال) ملكة من أنفس الملكات وألزمها للناقد والأديب والشاعر والعالم إلا لأنه يتيح للإنسان أن ينظر إلى نفسه أحياناً كما ينظر إلى غريب، وأنه...
أشرت في مقالي السابق إلى رأي (لونارد وولف) في كتابه (بعد الطوفان) وخلاصته أن الشعراء والقاصين كانوا يرسمون للناس قبل القرن السابع عشر نماذج من طوائف وجماعات، أما بعد القرن السابع عشر وانتشار الديمقراطية فقد أصبح أبطال القصص (أفراداً) مستقلة قلما تتكرر في غمار السواد. وعلاقة الديمقراطية بهذا...
ما الذي نريده من حياة جديدة للمصريين والشرقيين؟
الذي نريده كثير جدا من الطمأنينة التي مصدرها الشعور بالقوة، وقليل جدا من الطمأنينة التي مصدرها عدم الشعور
نريد أن نحس ذلك القلق الروحي الذي يحسه الغربيون على أثر كل معرفة جديدة، وفي إبان كل اضطراب جلل، وفي أعقاب كل دولة دائلة وفي مطالع كل مرحلة...
في ختام مقالنا عن أدب الموافقة قلنا (إن أناساً يتمردون ولا يجيئون بخير مما هو منظور من الأدباء الموافقين المستسلمين، لأن التمرد المصطنع إن هو إلا موافقة مستورة ومجاراة معكوسة: فيه كل ما يؤخذ على التقليد من نقص، وكل ما ينعى عليه من وخامة، وذلك ما نعود إلى تفصيله في مقال تال)
فليس كل التمرد إذن...
(أعتقد أن قيمة الكاتب موصولة صلة خفية بمقدار ما يستجيشه من روح الثورة. ولعليّ أقترب من صحة التعبير إذا قلت روح المقاومة. إذ لست من الحمق بحيث أتخيل أن كتاب الجناح الأيسر وحدهم هم أصحاب المزية الفنية)
(قلت محتجاً على صاحبي: إن أجمل الآثار الفنية ومنها الآثار التي يكتب لها الشيوع بعد ظهورها...
أدب السندوتش هو أدب الفاقة والعجلة، وأدب المائدة هو أدب اليسار والوقار، كما سماهما الكاتب البليغ الأستاذ الزيات وأصاب في التسمية. لأنها تسمية وتوصيف وتعليل في وقت واحد
وقد ختم الأستاذ مقاله سائلا: (ليت شعري إذا خلت أمكنة هؤلاء النفر - أدباء الكهول - الذين نبغوا بالاستعداد والاجتهاد كيف تكون حال...
من المصادفات التي لا تنسى في صدد الكلام على أحد من الروائيين، أننا كنا في هذا الأسبوع نعرض في لجنة خاصة بنشر التراث الإنساني أسماء أعلام الفكر والأدب الذين يترجمون أو يلخصون في اللغة العربية، فكان اسم الزعيم الأديب الفيلسوف الإيطالي «ماتسيني» في مقدمة الأسماء التي وقع عليها الاختيار وفرغ البحث...
… قرأت في كتابٍ قديمٍ قصيدةً بليغةً أعجبني أسلوبها وما حَوَتْهُ من الحكمة، وسميت بالقصيدة الزينبية؛ لما جاء في مطلعها وهو:
صرمت حبالك بعد وصلك زينب = والدهر فيه تصرُّم وتقلُّب
ولكن الكتاب لم يذكر اسم ناظم القصيدة؛ فمن هو؟ وما هي منزلته بين الشعراء؟
فكرية عبد الوهاب حراز، مُدرِّسة، دمياط
***...
علمتني الحياة خطتين في سياستي مع الناس.. خطة أتبعها فيما يصيبني من الناس, و خطة أتبعها فيما يصيب الناس مني, فاسترحت كثيراً من تبديد شعوري في غير طائل,
و عرفت كيف يكون الاقتصاد في إنفاق ثروة الحياة.
أما خطتي فيما يصيبني من الناس, فهي أن أتناول طباعهم و أخلاقهم جملة واحدة.. ولا أفرق بينهم علي...