فى الثانية والنصف صباحا فرحت بصداقته , تأملت صورته على الفيس , خصلته المتهدلة على جبينه , وملامح وجهه الممتلىء , خضار ذقنه الذى يشبه تينة بشوكها , أهدابه وهى تطاول شواشى البلح الأحمر والأصفر فى البر الثانى وقد دنت لعينيها من بعيد , أمامها هو الآن على الشاشة الضوئية بضغطة زر ! , كانت دائما تود أن...
صعد بخفة على سلم الباص رغم كبر سنه.. ذو وجه ضامر، ولحية بيضاء، خصلات شعره كثيفة تشبه مجموعة من خواتم فضية تتوهج حلقاتها بلمعة خاطفة، يخرج من جيبه كيسا صغيرا، يرتفع صوته أليفا ضاحكا: تعطينى جنيه يبقى عليه خاتم هدية! .. أعطته جنيها فأعطاها خاتما، حاد الحواف مسنونا.. لامسته بحرص .. تطلع إليها وقد...
يلح فى تغيير مكان اللقاء .. ربما ضاق بالنادل الذى يمر عليهما كل خمس دقائق ليسأل
- أتريدان شيئا ؟
- هل كل شىء على مايرام ؟
ربما شعر بالسأم من أعين صاحب الكافيتيريا وهما تختلسان النظر إليها .. ربما يريد فى هذه اللحظة أن يختزنها تحت جلده ! أو يغلق عليها أزرار المعطف ثم لايفلتها فلاترى أحدا ولايقع...
كانا على سور النافذة يتناجيان .
بغامهما يلذ لى .. ذكر الحمام الهزاز يقبِّل رأس وليفته وريشها وذيلها الهزاز يتأرجح كمروحة طاووس ناصعة البياض .. كان الريش ينتفض فى سكون , وهى توليه ظهرها , وتستكين إلى قبلاته العديدة المتواصلة , ريشها يبرق فى ضوء الشمس الذى استحال فى منطقة الظل إلى مراوح من ريش ...
أتوقع ألا تخرج فقرات المينى باص عن السيناريو المعهود , أن تبدأ مراسيم السباق بين سائقه وبين العاملين معه على نفس الخط ,
يكسر الطريق على البعض , ويعوِّد الآذان على مزيد من أصوات الكلاكسات , وتضارب موسيقى الأغانى الزائطة لكن الكفة الراجحة قد تكون من نصيب أغنيتين شهيرتين , الأولى " مفيش صاحب...
أتوقع ألا تخرج فقرات المينى باص عن السيناريو المعهود , أن تبدأ مراسيم السباق بين سائقه وبين العاملين معه على نفس الخط ,
يكسر الطريق على البعض , ويعوِّد الآذان على مزيد من أصوات الكلاكسات , وتضارب موسيقى الأغانى الزائطة لكن الكفة الراجحة قد تكون من نصيب أغنيتين شهيرتين , الأولى " مفيش صاحب...
· حزينتان إذن؟!...
الأسود يخيم بجناحين على ملابسهما، تحلَّق الطيور من فوقهما، تتحدث كل منهما إلى الأخرى بكلمات كالشفرات .. بكلمات مقتضبة.
تنظران من نافذة المترو فى ضجر .. وتختلسان النظر إلىّ .. يتدلى قرطى الأحمر على كتفى فترمق فصه النارى إحداهما.
- تتأمل الأخرى حبات عقدى .. حبات...
أنا أطلب حق اللجوء العاطفى والانتقال إلى صدرك , وأن تعتصم قبضتى الراعشة بخال أسمر قد اختبأ بين ضلعيك كزبيبة يتيمة تركوها تحدق فى مساحة من قمر الدين فى وله , تحدق كقبضتى الصائمة دهرا .
ولن أطلب كثيرا حين ينثنى الكون , وتطبق على ّ جباله , وتفيض أنهاره , وتشق زلازله أعطافى المرهقة التى لم تضمها بعد...
قضبان بلا مترو، بلا عجلات، بلا توقف، بلا دوران.
فقط أقدامنا الصغيرة المبتلة بدموع الشتاء، وجواربنا المدرسية البيضاء التى لم تعد كما كانت فى الصباح بيضاء!
نحمل على ظهورنا أثقالنا: الكتب الدراسية التى ستلد فى نصف العام أخرى، نحملها أيضا على ظهورنا فى حقائب ضخمة، كمسافرين نبدو على قضبان بلا مترو،...