لم يكنِ الطريق قديماً/ ولا الحجارةُ مملوكيّة/ الشجرة التي نبتتْ في عين اللؤلؤة/ كانت لا تزال تكبرُ/ ونتأت فيها عروقٌ/ يملؤها قطنٌ وفراشات.
*
أُطلُّ عليها مرتين في الصيف/ تطبخُ في شرفتها حلوى الحب/ وترفرف أكواز الفرح/ فَتبتسم غمازة القصب وتقول/ أنتظر ألف حبيبٍ كلَّ ليلة/ وأنتِ وحدكِ بألف عبّادة...
الشاعر فلاحٌ بِساقٍ واحدة/ ساقُه الأخرى قطعتها فأسٌ من جرادٍ يهذي/ حامَ في حقله فَنفَق/ الساق المبتورة تنمو وهو باقٍ على العهد.
*
الشاعر شوكةٌ ناتئةٌ من غصن أجرد/ قوّضه الصهدُ واحتباس المطر/ بزغت الشوكة رغماً عن الغصن/ في مجازفةٍ لِـرأب الصِدع بِقصيدة.
*
الشاعر مخمورٌ أدْرد/ نفدتُ زجاجاته...
«ثمّة شيء بيننا»
كُـرةُ صوفٍ دحرجها وانسلّ في ضوء الكوّة الشفيف
ما كانت سجادة السفر لِتوصلَ الغريب لولا أن شُبّاكه نقَرته العصافير
أو أن الحويصلات أثقلها القمحُ ولا مناص من منجل
***
الراحلة تجِدُّ المسير في صهوة السُّرى
وريثما تنبلج الشِّباك عن علائق الوشيجة
الريح الحبلى بِالفُلّ تتدلى من شرفة...
غداً عندما تلتفُّ ساقي بالجبيرة
سَيقولون كانت شجاعةً بما يكفي لتعود
وبعد عامين عندما ينخلع حوضي
وتَتعطلّ فخذي من الأعلى عن الحركة بِمرونة
وترافقني السيقان الخشبية
سَأطلُّ من عليائي في العرش لأقول
كنتُ وحشيّةً بما يكفي لأُجابهَ هذا العالم المتغوّل
*
سواءً شُفي مفصلي أو تعافى نسبياً وآنستني...
سمعتُ أنّ شاعراً بالقرب قد جثم في فوّهةِ الموت
لا أعرفُه
لكن الصريرَ الذي صكّ أطرافي
كان مُنذراً بالفراغ من حولي
ربما لأن مجسّات الموت تلوحُ في مخيلتي في كل اتجاهٍ لا ترحم
تعبّىءُ بالمجان أطفالاً ومراهقين وجميلاتٍ
وفقراء وباعة عرباتِ وكهولاً وعشاقاً ومثليين
وتفرغُهم في مقالب الجماجم والشواهد...
أنا أتقيأ الآن
نعم أتقيأ!
ألعنُ الجيناتِ التي صنّفتني لِلحظيرة الآدمية
وأعارتني لهذا الهباء
*
أتمنى لو كنت قطةً جرباء أو شيرازية
أو كلباً مسعوراً أو مهذباً
لا يهمّ
أتمنى لو كنت طيراً صغيراً
أو ذبابةً محملةً بِميكروبات مقالبِ النفاية
أملك جناحين
لأذهب بعيداً وأنتزعَ روحي
من هذا الوكر البشريِّ...
"ثمّة شيء بيننا"
كُـرةُ صوفٍ دحرجها وانسلّ في ضوء الكوّة الشفيف
ما كانت سجادة السفر لِتوصلَ الغريب لولا أن شُبّاكه نقَرته العصافير
أو أن الحويصلات أثقلها القمحُ ولا مناص من منجل
*
الراحلة تجِدُّ المسير في صهوة السُّرى
وريثما تنبلج الشِّباك عن علائق الوشيجة
الريح الحبلى بِالفُلّ تتدلى من شرفة...
تتثاءبُ قناديلُ البحر بعد ليلةٍ مكدّسةٍ بالحبّ والأسِرّة
تستفيقُ حينما يقذفها موجٌ أتخمَهُ الشراب والسمك
يَنِزُّ السؤالُ من مجسّاتها
هل لِفوارغ الرصاص أن تكون أقلاماً لأحمر الشفاه
هل لأفواه البنادق أن تصبح أعمدةَ إنارة
هل لِتروس المدرّعات أن تصبح حلقاتٍ لِلرقص
هل لِلقنابل أن تغدوَ زجاجات حليب...
الملاءةُ التي تلفُّ السروة
تشعرُ بِالبرد
فَتَتكرمش
*
مطرٌ رهيفٌ في زاوية الكأس
يرقاتٌ تتدلّى من غصن شجرة الكينا
ترقص كَبندولات من الخمسينيات
ودُعسوقةّ* حطّت بِبلادة على مقبض الباب
*
شذىً أزرقٌ يطوف على الحائط
يحجُّ بِمشية فلامنجو
هذا الضباب الأرجواني يتكاثفُ في رأسي
ثمّة ما يطقطقُ
أمسكُه أن...
لو تركتَ الباب موارباً
وألقيتَ تحيّةَ الصباح
لالتفّتْ ضفيرتي على يديك
أو فلتتْ من معصمي شفتاي
*
لو تركتَ الباب موارباً
وأجبتَ الهاتف
لتسلقتْ خدّي خطوطُ جبهتك
وعدتَ على جناح السرعة
*
لو تركتَ الباب موارباً
أقول لو
لَما عِثتَ بي كَـأمٍّ ضيّعتْ وليدها
وأوردتَني كلَّ هذا الشّطط
*...
مأثرةُ حيوانِ أبي الحانقِ عندما انصهرتْ بويضةُ أمي وامتصّتْـه
وانسلّتْ علَقَتي من ظهر الـمَـضض والاعتياد
وتفشّت بزّاقات الرّيبة والضّجر
لم تكنْ في الفحولة
وليست لِلمألوف من الإنجاب
لكن وبحسب قانون نيوتن الثالث
فإن أقراصَ الحُبّ تكدّست في قعر أنسجتي
مَرَّ الفَراشُ المتكوّنُ في خِلسةٍ من...
كَـقطرات مطرٍ في ديسمبر
لا تزال تسيلُ على زجاجي
وبلا خدوش
منذ قبلة طفولتنا
واكتشافنا العبثي للّذة والحب
*
بشفتين جافّتين تمسك بنصف مظلة
تحفر شوقها رغم المسيل
في غبار الذاكرة وعشب التفاصيل
وأشجارٍ ما فتئ اخضرارها يعكس ظله
بسرمديّةٍ في الركن الشماليّ
من رفوف الماضي الدّسمة
المفرَّغةِ من الزوايا
*...