لم يقل الشاعر في رسالته الأخيرة إلا الشيء القليل
ما لم يقله كان أكثر بكثير
كانت الثورة في صباها
ذات يوم جاء إليه الرفاق المقربون
الذين شاركوه كلماته وكؤوس الشراب
في زمهرير الشتاء
اليوم جاءوا إليه في بدلة البيروقراطي الفولاذية
التي صُمّمت لتمنع تسرّب أي مقدار من الحب
وأمروه :
” أكتب عن سدودنا ”...
حينَ يبدأُ الليلُ بالتلوُّنِ قليلاً مع الفجر
أرى الناسَ كلَّ يومٍ وهم يدخلونَ إلى المكاتب
مِنَ الإدارة
ومن الوِزارَة
من إلى المجلس
ومن إلى الدائِرة
يسكبونَ مطرَ الأعمالِ الورقية
ما إن تدخلْ إلى المبنى
وتخترْ خمسيناً منها ..
أهمَّ شيءٍ فيها
حتى يذهب...