التّاسعة مساءً… أمر غريب ! لم يعتد العودة في مثل هذا الوقت المبكّر أو قبله، ما أصابه؟ أتراه لا يملك ثمن زجاجة الخمر أم أنّ في رأسه فكرة ما تستدعي الوقت والتركيز؟.
بحذر تقدّم على أطراف اصابعه نحو قنديل الإنارة وأناره بهدوء وصمت، للمرّة الأولى يبدو هادئا هكذا ، للمرّة الأولى يحسب حسابا لأهل البيت...
كل ذلك الغروب المبقع بالغيوم يبدو إلى حد ما غريبا على شهر مارس كتل من الدخان الأسود وسماء ضجرة مختنقة، ليس معقولا أن يهطل المطر في هذا الربيع المتأخر، لم تكن الساعة جاوزت التاسعة ليلا وأنا مسترخ في فراشي وقد أطفأت مصباح الغرفة ورفعت الستائر، لم يكن ثمة ضوء يخترق الشباك، وكان أمرا صعبا أن أعثر...