في ساعة المغيبِ تبدو سحبُ الخريف
مثل قطيع الماشية
منثورةٍ خرافه على المدى المطلقْ.
ستةُ سيقان لنا في فتحةِ التنورْ
ونحنُ حولها جلوس، نأكل الخبز،
ونحصي في المدى المنظورْ
أيامنا الهانئة التي تبقت، قبل أن نباشرَ العام الدراسي.
تُقبلُ أمي كلَّ حين لترى ملاكها الحارس
يحيطنا بالدفء والرعاية...
إبنةُ الخالْ
تَنشدُ النهرَ عند الظهيرة
في اليمين تجرجرُ أُختاً صغيرة
وتحاول أنْ تُطلق النهدَ عابثةً في الشمالْ
قدمانْ
كساقيتين على التربة الساخنة
تجريانْ
وسرعان ما تنشفانْ
بفعل الهجيرْ
وأنا أتلصّصُ من كوّةِ البيت
يبلغني من تماسّ الرداء على الفخذِ المستديرْ
كثيرٌ من الهمس
وكما يلسعُ الرملُ...
زارَ الطائرُ المُحنّى الصدر. الطائر الصغير الذي لا يحسن الغناء. زار ثانيةً حديقة َ المنزل، البيضاء بفعل الثلج. احتل طرفاً من غصنٍ، بالغ الرقة، أجرد. وبحركةٍ عابثة لم أفهم معناها جعلني أنصرف له يقِظاً. وحين اطمأنّ خاطبني، كمرشد على ناصية: نسيتَ دون شك. لا عجب. مرّت سنواتٌ ثلاثون على لقائي الأول...