هكذا واجَه تَمدُنُها بداوتَه المسافرة في صحراءٍ جاورت النهر بكراهيةٍ و حقد. وقف جمالها الذي تحرسه صلبانٌ خضراء في بطن ساعديها و أكتافها. صلبانٌ نقشتها يدٌ طالما حلمت بالأمان في هذه النواحي الخطرة. في نظراتها سهوم، في رأسها تضج الاسئلة حول من يختبئون في غرفِ البيتِ السرية. مزّق الجندُ ثيابَها،...
وِلْد معتوق من الشناقيط، صار الناس ينادونه بوَد معتوق.عُرِف عنه الصَلَاح، حُسْن التَديُن و التبّحر في علوم الشَرْع، كان يعلّم تلاميذه خاصة من يحفظون القرآن منهم التفسيرَ من الطبري و السيرةَ من ابن هشام و يدربهم فكرياً بمقاطع من الفتوحات المكيّة لابن عربي. يقال أن ود معتوق جاء يافعاً و تعلم عند...
مَرَّ عام كامل وهم جلوسٌ، جلوس في نفس المكان، بينهم حاجّة الرَضِّية التي تنسحق تحت عبء عمرها و لقد إختلطت التجاعيد في وجهها بالشلوخ فلم يعد واضحاً الشلخ من إنثاءة الجلد. في إنسحاقها تحت عبء عمرها تغادر الزهراتُ الندياتُ نواحي وجه حاجّة الرَضِّية حين تذكر تلك اللحظات التي تقاصرت فيها شجاعتُها عن...