أ.
في سَورة غضب حَطّم الكأس الذي حملته معي من عَمّان، لقد خبأته لسنوات بين الكُتب، كان له حيز معلوم لا ينافسه فيه شيء وهو المُزيّن باسم العراق وعَلَمِه. إن إولئك الذين يرزحون تحت احتلال يعرفون تماماً ماذا يعني أن تسقط الأوطان، لم يطل الأمر! فقد سقطت بغداد بعد ذلك بالفعل.
على أية حال، يعرف أيضاً...
اثنان يكتبان فيمحوان ثم يُكرران ذلك مرات ومرات، الكتابة فعل خلق ومَحو تشبه خيارات الإنسان في مشوار حياته. نسلك معهما درجات المكتبة الكبيرة، يختاران طاولة تتوسط قاعة الدراسة ثم يضعان عليها: كتبهما، أقلامهما الرصاصية بألوان "النيون" وأجهزة اللاب توب المُزينة بزخارف غريبة، شيء يُعبر عن ميول الجيل...
على استهلالات الحروف الأولى من جملة "كان ياما كان" الشهيرة، انتظرنا كثيراً بداية الحكاية، قُلنا سيأتي من يفتح لنا بابها ولم يظهر أحد!... تخطانا بعض العُمر الذي تسرب بِقَلق ثم وجدنا مدخلاً سرياً جداً، هبطنا منه إلى مدارات حكايتنا التي كُنا نتهيأ فيها للتدرب على الإبتسامة التي سترسمها وجوهنا...
إلى صاحبي،
إن الشجرة التي تَكبُر في رأسك غريبٌ أمرها، لقد استطابت بِذرتها غشاء دماغك السّميك وانشق جُذيرها من أوجاع رأسك، تُغذيها السيلات العصبية، وها هي اليوم ساق... لكن ماذا كنتَ تهدف من زراعتها؟ أتريد أن تمشي بين الجَمع من الناس فينظروا إليك ويقولوا: "هذا الرجل برأس شجرة" حتى يكون لك علواً...
لقد مضى وقت طويل وهو مُعلقٌ على سطح العمارة هكذا، قبل عشرون عاماً كان وجوده مُبرراً، أما الآن فلم يَعد إلا جزءاً ثابتاً من هوية البناء، مُفصحاً عن عمره التّقريبي إلى جانب الحِجارة المُتسخة.
لقد شاهدتُه هناك مرات كثيرة بأُلفَة رتيبة تماماً كَمَن اعتاد مُشاهدة عينيه مُحمَرتين بعد بُكاء، وفي ذات...
دعوني أُخبركم خلاصة هذه القصة: " إنني أحاول" الآن. لنقرأها سوياً بشكلٍ مُعاكس، فقد انتهينا لتونا من القفلة:
لقد وُلِدتُ في روحين اثنتين وجسدٍ واحد، وبمرور الأعوام صار مني اثنين اثنين، ولأنني مخلوق مُشوَه وفقاً لمعايير أمي عن الكمال، فقد زَجت نسخة مني في صندوق أفعالها التي ندمت عليها كثيراً،...
الخاتم ذو الحجر الفيروزي، يكون لي هذه المرة، تُدحرجه بمكر رجلٍ مُحِب على لهفة عينيّ، هذا شيءٌ منكَ أضعه كل يوم.
والنافذة تكاد تكون شحيحة بإظهار الانعكاس عليها، كيف يحدث هذا؟ كوب الشاي المزخرف يظهر بوضوح وكذلك ألوان الأقلام وحركة اليدين، أما الوجه فتختفي ملامحه على ذات النافذة.. أنّى الإنصاف في...
يَمرُ الوقت لأن يطيبُ له ذلك، مُستهزئاً من العيون الشاخصة على الساعة والدقائق: قد يفي بوعده، قد يأتي، بلى! سيقرأ لي كثيراً عن كل الأبطال الذين لم ألتقِ بهم في حقول طفولتي، وحكايا الزهور والبطلات اللاتي يضحكنّ من على مراجيح الفرح والسعادة الأبدية، وتكون الشمس حاضرة في زوايا الصفحات، لا تختفي...
الخاتم ذو الحجر الفيروزي، يكون لي هذه المرة، تُدحرجه بمكر رجلٍ مُحِب على لهفة عينيّ، هذا شيءٌ منكَ أضعه كل يوم.
والنافذة تكاد تكون شحيحة باظهار الإنعكاس عليها، كيف يحدث هذا؟ كوب الشاي المزخرف يظهر بوضوح وكذلك ألوان الأقلام وحركة اليدين، أما الوجه فتختفي ملامحه على ذات النافذة... أنّى الإنصاف في...
من السهل على العربي أن يسترسل في تكوين جُمل تبدأ بحرف التمني (لو)، ولو كنتَ تركتَ لي الحرية ولم تسحب من يدي القلم الأخير، لأجدتُ في ذلك مئة جُملة ويزيد.
فالعربي المُنهك من الحروب والنافر من خرابات الأوطان المسلوبة من اللصوص وأشباح الأحلام التي اقتنصتها الحكومات ومن الهدف الجامِع المعقور، يمكن...
الليلة باردة، أنظرُ إلى ما يُخيل لي بأنها نجوم... أعدها لو استطيع! تجفل عيني، الألم في عظام الرقبة يحول دون التحديق عالياً لمدة طويلة... أطرق! ينسل دبيب القلق إلى القلب، كيف عرف عنواني هذا القلق؟ حمولته من الحروف الناقصة والمعاني غير الكاملة، متجددة.
السماء في مدينة أخرى، تبدو أكثر اتساعا، لا...