هم فتية سبقوا درس المطالعة
فاشعلوا العاطفة في القلوب
ولم يحددوها في القصائد
هم فتية ابتكروا الافكار
ولم يستخرجوها من الجمل الفعلية
والاسميةٖ
ثم كتبوها على سبورة السماء
دون ان يخطئوا في الاملاء
هم فتية كانوا المختبر
ولم يحنطوا مع جثة التمساح في المختبر
ولا أعاقهم
الهيكل العظمي لكذب السياسة
هم...
أريد أن أخبرك بعض التفاصيل التي حدثت بعد أن نمت:
زارتنا جارتنا أم عمران، وثرثرت كالعادة، سردت قصة طريفة ستعجبك، أنا آمنت بها شخصيا لأني شهدتها كما ستعرفين لاحقا، قالت إنها رأت، ذلك المساء، امرأة ممدة مرسومة بالقطن في الجهة الغربية من السماء، تتوسد ذراعها الأيمن، وتفرد جسمها مثل حورية بحر لكن...
إهداء لفرح شعبان
من النافذة تطل ماكا،ترشق البحر بنظرات وتتمنى ظهور العصفور البريء
هو يتوسط وسادة السرير حين تكون ماكا تطل من النافذة
ترى ماكا البنايات وكوب الماء ملتصق بفمها، والعصفور يقترب
حين يقترب أكثر يتكور أكثر، ويضغط عضوه من فوق الملاءة البيضاء، وماكا تصير تصلي صلاتها مع العصفور
تغمض...
لم يطب لحبيبي مالك أن أقول إن جده رجل بشع؛ فبرم شفتيه، وأدار ظهره، وكنت لأرى بداهة وجهه وقد تغضن، فعرفت أنه بذلك في طريقه لمخاصمتي، فحزنت، لكني لم أبذل كثيرا من جهد بعدها لإرضائه، فقط أرسلت له قبلة مكوّرة في الهواء محمولة على رؤوس أصابع يدي اليمنى، وضحكت ضحكة أنثوية، فخرّ مالك عند منبت شجرة...
طفولة و ...
يستحمون بالسماء.. السماء تدلف وتكف: تارة تسكب فوق رؤوسهم وعاءها، تلعب معهم لعبة التخفي فتعتم ثمّ.. تضئ ، تلعب معهم لعبة الألوان ؛ فترسم قوس قزح على صدرها ثمّ.. تمحوه، تباغتهم وتمسكهم وتلقي بهم في الوحل.. يعودون للحظة الخليقة الأولى ممزوجين بالطين كديدان لزجة حديثة الولادة.
تصيح...
إهداء إلى الذين لا يتكلّمون أبدا بألسنتهم
تقلّب الأخرس ليلا في فراشه، تذكر نظراته المختلسة في النهار الفائت نحو النساء الجميلات، وتذكر ضحكات النساء الجميلات عليه في النهار الفائت ذاته.
انفطر قلبه، تجسد قلبه في نصفين، رأى نصفيّ قلبه معلقين على صدر فتاة ركبت إلى جانبه في حافلة القرية القديمة...
أفكر أن أكتب في مذكراتي الأخيرة عن الناس المملوئين بالخوف من الموت، بيكاسو كان مملوءا بالخوف من الموت؛لذا ظلّت جاكلين؛ المرأة التي لم يشوّهها في لوحاته،تحتاط لمثل هذه المخاوف، وقد نجح في التنبؤّ حول موته؛ فرسم لوحة العارية والرأس و بعدهما توفي بأحد عشر شهرا ،ورغم أنه كان لا يكتب وصيته حتى لا...
نمت نوما متقطّعا الليلة، تركت التلفاز مشعلا كما يحدث عادة، أشارت المرأة ذات الرداء الرمادي إلى التلفاز، فهمت من حركة يدها بواحد من الأصابع أنها تريد أن أطفئه، قلت للمرأة الممدّة على السرير بأني أخاف أن أنام وهو مطفأ، وهي بدورها تكلّمت بصوتها الواطيء وكأنه ندهة أخيرة، أخبرت المرأة ذات الرداء...