تتَلألأَ بين ثُلمة شفاهك لألئ بديعة... وتلمعُ ابتسامتك كالفجر الرطيب..
نظرات عيناك تروادني عن فرحي .. تقتلعني من جذور هدوئي.. لتُنبتني من جديد علي أرض حزنك..
لكني أُدرك انك حين تموضعت علي هيئتك تلك – كآله اغريقي – لم يكن يهمك سوي ان تهب قلبي الارتعاش
ليردد بينه وبين جنباته : إني ندمت.. ...
الزمان:
الساعة الثانية صباحاً..
المكان:
غرفة - ذات طابع بنفسجي – للمرة الاولي تتحول في ناظري الي لون كوبي قمئ..
وبالتحديد ..
امام مرآة لم تكلف نفسها يوماً عناء اخباري باني اميرة زماني ..
لم تسكرني قبلاً بمديح يكال لي بغير حساب ..
ووصف جمالاً لا املكه.. دونما داعي.. لتفعله الان...
وكعادتي ...
البدايات :
فعلٌ لا بد منه..
قد تبدو في البدء لا منطقية... محيرة...
تسترعي الحواس.. غموضها يثيرُ التحفز..
فتشرعُ بوضع ملايين الدوائر الاستفهامية ..
ولا تنفك تسلطُ سيف الشك علي مقصلة اليقين..
الحدس: إستفتاءٌ للحسِ..
الشك: ضرورةٌ قصوي..
لذا البدايات دوماً هي الاصعب كيفما بدت خارطة الطريق...
العالم يذوي في الخلف
ونحن ها هنا نرقص بعنف بلا إستحياء
علي وقع أوتار جراحات تخصنا…
نحرك أردافنا بإتجاه بعضنا البعض
ونشابك أيدينا في الفراغ…
العالم يصرخ ونحن لا نسمع…
تلهونا إحتياجاتنا الصغيرة
عبثنا المتكرر
همومنا الفردية
وأخطاؤنا التي لا تنتهي…
آذاننا صماء فقدت قدرتها على الاستماع ..
إلا...
لا عليك ..
فانا لا أستطيع ابداً أن ألوم حُلماً
قرر في منتصف الطريق أن يتركني ويرحل...
إنها عادة الاحلام المزمنة..
العُتبي كل العُتبي علي باب القلب الذي يأبي أن يُوصد..
ويصّر علي ترك مساحة إنسراب للضوء..
يفتحُ مسام الوجد ابواباً ترشّحُ حنيناً..
ويحدث ما يحدث من إنسلاخ..
العُتبي كل العُتبي علي...
شهية الكتابة..
تطرقُ باب الحزن الملائكي عند اعتاب هذا المساء...
فالحزن هو من يصنع لها نكهة البوح..
كعشق القهوة للجنزبيل... يلسعها بالمرارة.. ويمنحها في ذات الوقت امتياز التفرد...
وبذاك الطعم المغرق بالسواد.. تعيد للاشياء توازنها المفقود..
ما اربكني ..
انها تطرق بأدب ليس معروفا عنها..
وتأتيني علي...
أن أشتهيك ..
أحلمُ بك..
أقتاتُ على ذكراك ..
أهذا هو محض الجنون…؟؟!!
أن تكون أنت الغائب الذي لا يفتأ يُعلمُني معنى الحضور..
يبيحُ لعقلي أن يرفضُ الإعتراف بأبجدية الغيابِ
وحتمية الوداع المّر…..
يا أنت .. يا راحلاً عبر بوابة الحنين والاحتياج….
ودالفاً كمسرب ضوءٍ على أحلامي..
أن تبقى ..
هذا هو محض...
في زمن التوجع والتمزق والحريق..
ترهقنا تلك الفراغات التي تملأ قماش وجودنا…
ويرهقنا السؤال المحموم : كيف نرتق بعد الان مبتغانا .. ؟!!
كنا نبحث في جيوب أمنياتنا فلا نجد سوي ثقوبها ..
قلنا نجرب أن نحيّك ما إنفتق..
سمُ الخياط يرفضُ خيط الوعود المترهلة.. لم يعد بوسعها - الوعود - ان تخادعها لتتسلل...
صرخةٌ مدويةٌ هزت الأرجاء .. أعقبها المزيد من الصرخات الفزعة للناظرين .. قبلها بثواني كان صرير الإطارات وإحتكاكها على الشارع المسفلت … في محاولة من السائق المغلوب على أمره أن يتجاوزني ملفتة حتى لأنظار المارين الذين لم يشاهدوا الحادث ..
صرختي ما كانت نتيجة الإصطدام أو الألم الناتج عن الموت بهذه...
و…. أهمل القدر كل شئ .. كل شئ…
ولم يُهمل مصادفة أن في اليوم ذاته كتبت – وأنت حبيس خاطري – :
“والدمع إذ يفارق المقل.. تجفُ الروح “
فقرر فجأة أن يصير عطوفاً… كي لا تجف روحي .. وتظل علي إبتلالها … فأهداك الموت…
لكنه لم يفعل سوى ان كشف عن وجه – الموت – القمئ.. فلو بدا كرجلٍ .. كان سيكون علي هيئة...
وللأشياء التي تُصادفنا في مقتبل العمر تأثيرٌ كما السحر..
كأن تتعثر بلحنٍ طروبٍ.. فيميد بك الخاطر.. عفواً عن الصدر تتفتق زهرة..
يزقزق الفؤاد كما عصافير السادسة الممتلئة بالانفعال..
قادرٌ هو –بجدارة – أن يُغير خارطة المكان …
يرتفع قوسه لأعلى..
اشرعُ بالركض..أو هكذا احسب ..
في محض خيالي فقط...
أبداً لم نختر أسماءنا … هي التي اختارتنا …
بمشيئة آبائنا أو بمحض إختيار القدر ..
شئنا ذاك أم أبينا ..
أحببناها أم لم نفعل ..
هي تلازمنا كظلنا وتبقى تُشير إلينا في محيانا ..
ونُذكر بها في مماتنا إلى أن تنتهي البسيطة من على وجه الحياة..
وعبر مسيرتنا الطويلة وحصيلتنا الوافرة من تجاربٍ..
تُسفر عن...