أحمد سلامة الرشيدي

الكثير من الأشياء التي لم أرها بعد و الكثير الكثير الذي لن أراه أبدا و لن أعرف طعمه على طرف لساني تسعة وعشرون عاما كثيرة جدا بالنسبة لأرنب قليلة جدا بالنسبة لديكتاتور جيدة بالنسبة لي كي لا تبدو الحياة الآن مخيفةً إلى هذه الدرجة ولا الموت أيضا لا أريد طفلا يُمَّه أبنائي سيموتون في ظهري و في...
أنا حزين هكذا بكل بساطة و دون تعقيد لفظيّ الحزن الذي تخلّفه بنايةٌ قديمة في طريق جانبيّ . أو حفرة في الأرض أو شجرةٌ يابسة في حديقة خضراء . إنقطاع رباط الحذاء القديم رضّة الأصابع في حجرٍ ناتيء السلام البارد على الذين مروا بجسدك إقتسام اللقمة مع عابرٍ لم يسأل السيجارة الأخيرة مع مُسنّ يدفيء...
الكلب الذي ينبح علىّ حين أدخل الشارع متأخرا رغم أنه يعرفني جيدا من وقع خطوتي ورائحة عرقي فتنبح زوجته وأبنائها السبعة وكلبان آخران انضما لحراسة الشارع مؤخرا أتقدم نحوه بقدم ثابتة وأحييه بلغة الناس فيهز ذيله أُملّس على رأسه وأستغل خلو الشارع من النسوة و العجائز و أولاد الجيران الكلاب فقط و الآدميّ...
هكذا قالت أمي و هي تشمُّني و تضع وجهي الأملس بين راحتيها قبل وداعٍ طال تسع شتاءاتٍ باردة أنا أحمد ثامنُ اثني عشر أخاً لم يعرفوا الغربة. عُمري تسعة وعشرون حلماً مؤجلا جسدي سبعون كيلو جراما من التوقّعات المعقودةِ عليّ ليس لي عمودٌ فقاريٌّ أو قامةٌ ثابتة أحيانا أكون كالظلِّ في ساعة العصر و أحياناً...
لا أعلم ما في نفسكِ تنامين بجواري ناعمةً و شهية لا تعلمين ما في نفسي أفكر في امرأة أخرى كنسمة رقيقة تتسلل من فرجة في باب الغرفة أو الشباك و تحلمين أنتِ برجلٍ أسمر يمشي على هواءٍ شفاف ضحكته بيضاء واسعةٌ و بيضاء يقترب كطيفٍ هاديء يدوس الكوابيس التي تأكل رأسكِ كل ليلة بساقيه القويتين يشبهني تماما...
الكثير من الأشياء التي لم أرها بعد و الكثير الكثير الذي لن أراه أبدا و لن أعرف طعمه على طرف لساني تسعة وعشرون عاما كثيرة جدا بالنسبة لأرنب قليلة جدا بالنسبة لديكتاتور جيدة بالنسبة لي كي لا تبدو الحياة الآن مخيفةً إلى هذه الدرجة ولا الموت أيضا لا أريد طفلا يُمَّه أبنائي سيموتون في ظهري و في...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى