حين خرجتُ ذات مساء تاركاً ورائي كلّ شيء،
أتمشّى على شارع بريستول،
كان الزّحامُ على الأرصفةِ
مثل حصيد القمح.
وعند ضفة النهر المترَع
سمعتُ عاشقاً يغني
تحت قنطرة السكة الحديدية:
"الحبُّ ما له نهاية.
سأحبك، يا الغالية، سأحبك
حتى تتلاقى الصين وأفريقيا،
وينطَّ...
(1)
الآنسة جي
تعالوا أقصّ عليكم حكايةً صغيرة
عن آنسةٍ اسمها إيدث جي
عاشت في المبنى رقم 83
في صفٍّ من بيوت
يدعونه "كليفدن تيريس"
في عينها اليسرى حولٌ طفيف
شفتاها صغيرتانِ نحيلتان
كتفاها هزيلتانِ مهدولتان
وثدياها لا يبينان.
عندها قبّعة مخرّمةٌ من مُخمل
و"كوستم" من صوفٍ رمادي
وتعيش في "كليفدن...
أجلسُ في إحدَى الحانَاتِ الرّخيصَةِ
في الشّارعِ الثاني والخمسين
مُرتبِكاً وخائِفاً
فيما الأماني الجميلةُ تلفظُ أنْفاسَها
في هذا العِقدِ الحقيرِ الكئيبِ من السنوات..
أمواجٌ من الغضبِ والخوفِ تغطّي الفرح
وتطغى بظُلمتِها على مساحاتِ الأرض
مُقلِقةً حياتَنا السريّةَ,
فيما نفحةُ الموتِ البغيضةِ...