راقت لنا فكرة إخراج شعرنا في ديوان مشترك، واتفقنا على أن نلتزم بهذا النهج، ولكننا لم ننفذه إلا مرة واحدة بعد ذلك سنة 1975 عندما أخرجنا الديوان المشترك الثاني (نافذة في جدار الصمت) الذي كتب مقدمته الدكتور محمود الربيعي، وكان أحمد وحامد قد سافرا مبعوثين إلى فرنسا، وأشرفت أنا على تنفيذه. فاجأنا...
كان نجاحي بامتياز في سنوات الدراسة يعزز موقفي الشعري بشكل ما، وكنا معا مرموقين متألقين، وكل منا يتألق في جانب، وكان حامد أكثرنا تألقا في الشعر، وأغزر إنتاجا وتنوعا في قصائده.
في هذا العام عاد إلى الكلية بعض المبعوثين الذين حصلوا على الدكتوراه من لندن وكامبردج وهم السعيد بدوي ومحمود الربيعي...
كان من المعيدين الذين أحاطونا بكثير من الرعاية والعطف والتشجيع علي عشري زايد – عليه رحمة الله – فقد كان لا يقصر اهتمامه على الندوة الأسبوعية التي تقام كل يوم خميس، بل كان إذا أسمعه أحدنا قصيدة استكتبه إياها وأخذ نسخة منها، ويعود بعد أيام قليلة وقد كتب عنها أكثر من ملزمة ويعيدها مع ما كتب، ولو...
التحق ثلاثتنا بكلية دار العلوم التي كانت أملا يراودنا وحلما يداعب أخيلتنا لما نسمعه من نشاطها الدائب وحركتها المستمرة في الشعر ونقده، والتي أوصانا بها الأستاذ العقاد ونصحنا بالالتحاق بها، وكان ذلك على غير رغبة والدي الذي نذرني للأزهر، وكان يريدني أن أتخرج فيه، واتهمني بأني التحقت بها من أجل وجود...
في الشهور الأولى من السنة الرابعة الثانوية دعانا السيد أحمد صقر نحن الثلاثة، وطلب إلينا أن يعد كل واحد منا قصيدة في مدح الأستاذ العقاد لكي نزوره ونلقي عليه شعرنا في مدحه والثناء عليه، ولم نعرف الغرض من هذه الزيارة إلا أننا سعدنا بالفكرة، ونهضنا للمهمة التي كلفنا بها، واتفقنا فيما بيننا أن تكون...
يوما بعد يوم تزداد الحالة السريالية في مصر رسوخا , و تتضاعف أسباب الدهشة من تراكم الممارسات الإدارية و السياسية التي تباشرها الدولة المصرية بما يخرج عن حد التصور و يجافي كل التكهنات و الفروض التي تستند إلى الأساس العقلي , ليبقى العقلاء في مصر أشقى الناس بما يدور و أكثرهم ألما لتداعياته . و بيقين...
قالت دع القلب لا تطرق جوانبه
ولا تناد به حبا فيضطربا
فإن قلبي ضعيف لا احتمال له
وهل يطيق احتكاكايسقط الشهبا
فقلت إنى أنادى وهو ذو رشد
سيستجيب إذا ما كان مقتربا
ولن أكف إذا ما كان بى نفس
لأن قلبى حزين يبتغى طربا
ومن أناديه ذو عطف وذو كرم
يؤوى الغريب إذا كان الهوى أربا
إن القلوب بكف الله مصرفها...
كان أبي معجبًا بأحمد الشرباصي، يتابعه منذ نشأته، وكان يقول لي: إنه كان يقرأ له رسائل في مجلة (الرسالة) التي كان يرأس تحريرها أحمد حسين الزيات وهو بعد طالب في المرحلة الابتدائية، ولذلك حين اقتربت منه وقربني إليه وجدت في ذلك شيئًا يُرْضي عني والدي، وأذكر أنني كتبت للشرباصي رسالة طويلة ضمنتها قصيدة...
في المرحلة الثانوية عرفت دار الكتب بفضل بعض أساتذتي في المعهد الديني، فبدا لي أن الباب الذي ظننته من قبل واسعًا ما هو إلا كوة صغيرة جدًّا على عالم الشعر، ووجدتني أمام تيارات جارفة، وأرفف عالية تحوي كنوزًا من المعرفة تحتاج إلى أعمار مضاعفة حتى ينال المرء منها قسطًا محدودًا. ولكن الاختيار كان...
كنت في الحادية عشرة من عمري عندما قامت ثورة يوليو، وبعد شهور من نجاحها كان قائدها في ذلك الوقت محمد نجيب يزور بعض الأقاليم، وقال أبي أمامي ليسمعني: إنه قرأ في إحدى الجرائد أن صبيًا في الحادية عشرة ألقى أمام محمد نجيب قصيدة حياه بها، وأبدى والدي-رحمه الله- إعجابًا شديدًا بهذا الصبي الذي في مثل...