دائماً يخطر ببالي هذا، أن أكتب عن العربة، عربة قطار آخر الليل الذي يعود من المدينة المكتظة إلى إحدى ضواحيها الشمالية الفقيرة.
يخطر ببالي أن أكتب عن تلك المرأة ذات اللكنة الإسبانية، الخمسينية التي يبدو أنها تعمل في تنظيف المباني بقمطة رأسها، وبنظرتها المتعبة التي تذكّر لأمر ما بالغبار.
أكتب عن...
واقفة إلى جانب كومة من الرمل الأبيض يرتسم حزن على وجهها، حاول أن يبتسم عندما أطل من شباك الباص، فابتسمت بأسى.
عند مثل هذه الكومة الرملية البيضاء في شارع عريض، وفي ليل خريفي بارد، قال لها بحزم وهدوء:
ـ أحبك.
فبكت، وقبلها خلسة، وطار من الفرح.
مسح دمعة مسرعة، هز رأسه ومد أصابعه من الشباك مرسلاً...