أعود من غربة لى غربة أهاجر حتى فى وطنى
أعاين لا مكانى مكان وأفكر لا الزمن زمنى
****
ولمن أنت كنت قريب فؤادك كان بعيد عنى
مسافات بينا زى الليل نتوه فيها وتتوهنى
ركبت بواخر التجار وأبحر بى شىء منى
لقيت الهجرة أكبر موت هروب من ظل بيتبعني
تركت حقيبتى فى المينا ورجعت اليك بى حزنى
*****
وجيت أحمل جديد...
يا هندُ يا ظِلَّ المسافرِ حين يرهقة العَنَا
يا رملةَ الصحراءِ تسبحُ فى الليالى بالسنا
ما كان هذا البعدُ منكِ ولم يكنْ مِنِّى أنا
شاءتْ مقادير المحبة أن نكون بلا مُنَى
*
لو كان فى يدنا نثرنا سعدنا فى دربنا
حتى الطيورُ إذا شدتْ فى حبها تشدو لنا
وترف أنسامُ الأصائلِ فى الدُّنا من أجلنا
ويُقَطِّرُ...
يا طعمَ العطرِ من الغابات هناكَ ...
..بأرض النيلْ
يا لون الخمرِ بِدَنّ يسكرُ فيه الحب
يا قصة أيامى فى سفح الربوةِ فى...
...بلدى المسكين
أيقظتِ فؤادى بعد سباتٍ
...طَالَ وطالْ
وفجأتِ القلبَ بحبٍ من نيرانْ
مَرّتْ أعوامى فى الغربةِ شبهَ مواتْ
حتى ناديت باسمى كي ألقاك
كي أقرأ شعر الشوق وبَوْحَ الروح...
للتي كانت بهاء لا يحد
والتي ما مثلها في الناس ند
والتي بالصمت تحكي عن كلام
فيه للآجيال أمال وسعد
ويضئ وجه بالحياء اذا بدت
ويزينه ثغر له الق ووقد
واذا نظرت تجاهها متأملا
تغضي وتفضي بينما يحمر خد
وتروح تغرق في ظلام الشعر
تصرح ليل شعرك مستبد
وعلي الشفاه من السمار مشاتل
ومع النسيم نسيمها أمن وورد...
عد بي إلى النيلِ لا تسال عن التعبِ = الشوق طي ضلوعي ليس باللعبِ
لي في الديار ديارٌ كلما طرفت عيني = يرف ضياها في دجى هُدبي
وذكرياتُ أحبائي إذا خطرتْ = احسُّ بالموجِ فوقَ البحرِ يلعب بي
شيخ كأن وقار الكون لحيته = وآخرونَ دماهُمْ كونت نسبي
وأصدقاء عيون فضلهم مدد = إن حدثوك حسبت الصوت صوت نبي
أمي...