تخضر .. تخضر
حد اليباس
أرواحنا أيتها
الأشجار !
بين الصفصافة و الزيتونة
يطول حديث
الريح ..
فهل من فأس
يقطع الشك بالغصن اليقين ؟
ارواحنا المجدلة بالمسابح
خيط الصبر
شاهد
بين الشاهدة والشاهدة
خمس شجيرات
وباقة آس
و بالخط الأسود
تكتب الفاتحة
يا أيها الموت الأبيض
من سود وجهك
ومن ألبس الحياة
اوراق...
كم نحتاج الى المحبة ..
قالها المسيح عليه السلام : "ليس بالخبز وحده يحيا الانسان "
كم نحتاج إلى المحبة ..
قالها الكريم علينا منه البركة والنور والسلام : "أحبو بعضكم قبل محبتي "
كم نحتاج إلى المحبة
قالها النبي ص : لن تسلم حتى تحب لأخيك ما تحب لنفسك "
كم نحتاج إلى المحبة قالتها الآلهة السورية عشتار...
ستذكرني يوما ما
تناديني بكامل عواصفك
لاعود موجة موجة
اركض في بحرك
اذ تجف رفة العصافير في عين مائك
و تغص الأجنحة بسحاب قلبك
تتجمد الريشة في محبرة سمائك
ستذكرني ايها العابر نحوي دون وصول
صوتك حفيف الأشجار ذات عري
انفاسك الرياح
ستذكرني بكامل وجع اللوحة
تنظر لصورتي المحنطة على جدار انتظارك
وتبكي...
هكذا كل صباح
تمزق الليل ترميه خلف الباب
تعلق النجوم على مشجب الذاكرة
وتمضي لتغسل وجهها بالشعر
تشرب قهوتها
في فنجان فجر
تقوم من موتها
تمزق كفنها
تتعطر بالشمس
تتزين بالغيم
وتنطلق إلى الحياة
منتعلة جرحها
كور فراشات
نفير نحل
سرب حمام
باقة أطفال
تطرق شبابيك العيش
بأصوات الباعة الجوالين
وشتائم أم علي...
أرجوحة ،
على الفرع العالي
أسعار معلقة
وفي الجذع
ينخر الدود
وحدي أتأرجح في الظلال
بلا يد تدفع الغلاء
أيتها العصافير
كمي مناقيرك في الغيم
بالقطن..بالدخان
وكفي عن صفصاف يدي
ناوليني من ريشك
جناحا لأطير اوراق اللعبة
ابعثر احتمالاتي
والتقط الرمق المتبقي
للقمح المهدور
للمطر المقهور
للهواء الحائر...
ما اكثرك أيها الورد
على طاولة وحيدة
في أصيص منسي
على الشرفات الداشرة
وهناك في المقبرة
ما اكثرك وما اقل عمرك !
وانت في مرج اوجاعك
توزع الوانك للحزن ..للفرح
..للجياع ..للعطاشى ..لعشاق ينتظرون موعدا
مع القمر ..
ما اروعك وانت تتلاشى
ويبقى عطرك حبيس قارورة !
ايها الورد
يا نديم الروح
المربوطة بشريط...
وانت تنفض عن مناكبها الغبار
انظر الشمس
كيف على جبينك تستريح !
على زندك غيمة أخرى
وكثير مطر
فوق راحتيك
اكسير حياة
ايها المتعب كهذي الأرض
اضرب لها الأمثال
كي لا تغيب
واحمل بندقيتك
ثم انشر النرجس فوق الجبل
ايها الحامل
عشب الوطن في جيب روحك
راكض كالمروج
قلبك زيتون هذا القفار
وجهك جورية
بين الريح...
للمساء بريق الضباب
ولي غشاوة الندى على الزجاج
لازال الوقت مبكرا أيها الصقيع
فلا تهبط الآن ..
دع لي نداوة الأنفاس
وخذ كل البريق عن الجماد ..
أنا الوردة البذرة
أنا الورقة الجذر
انا القمر الموؤود
في سعف النخيل
وانا هذا الضباب
وكل ما يضمه من تراب
انا ما تحت التراب
من نوى
وما فوق السراب
من رمال
هادئة...
على أي نجم اعلق رؤاي
وشجرة الليل عارية من امانيها
يا خضر أيامي
أي خريف عراك من البياض
ايها القمر الشاحب
كوجه البلاد
أنا ياسمينك الداشر
فوق الأرصفة الباردة ؟!
منسية كثيرا
بضع وريقات ليس إلا
ستر وغطاء
يا شجرة التوت
نعش الفراشة هذا
ام مهد يترنح
على غصن الضباب
والعمر ريح
يا ريشتي
يا أيها الجناح
كيف...
لا شيء يوحي بالمطر
سوى تشقق اللهفة
على ارض الجسد
و ارتحال الغيم في
شفاه يابسة تذوي
في صقيعها
تراوغ عصافير اللغة المهاجرة
في تغريبة اسمك
لا شيء جديد سوى
نشفان الريق في حلق المدى
ولمعة دمعة في مرآة شمعة
على طاولة مركونة
في انتظار هطولك
ذوبان الوقت
ليس مطرا
أيها السراب
قل انك لست غبشا
قل سحابا
قل...
أرواح مسكونة بالشتاء
وشتاء مسكون بالأرواح
برد يصهل في سراديب الغياب ..
طعم الفراغ صقيع ..
وللصقيع ألف ناب
لا أجراس ترن على خصر السماء
ولا خيول يسرجها السحاب
إلاك يا ريح ..
إلاك يا سراب
صليب بلا أمطار
صليب بلا قطن
يباس .. يباب
بلا زيت يسرج قنديل عتيق
الوقت قارس حتى النخاع
من حبس النور بين جدران...