يا حُفاةَ الليل و عُراةَ القلوبِ...
يا يتامى الحُزنِ الخالدِ...
هذَا قلبي أهديهِ إلى ليلٍ أبديٍّ اِستبدَّ بِحَكايا نُجومهِ . كمْ كنتُ أرجو أن أرثَ من الصّخور شيئا من صلابتها و تماسكها أمام الأهوال و الأنواءِ . أنا الذي يتفاخرُ كثيرا بهُويتهِ الحجريّةِ ، نعم أحملُ في روحي دائما هاجسًا من خيالات...
أنا رجلٌ يصمتُ كثيرًا ، حتّى و إنْ صرختُ فإنّي أصرخُ بين جدران غرفتي و لكنّها لا تُرجعُ الصّدى ، أقضّي يومي صاعدًا نازلا في ملكوتِ الطّرقاتي ، أملكُ حذاءً وحيدً و قميصًا وحيدًا و وجْهًا وحيدًا و قلبًا واحِدًا ، أبْكي للفرحِ رغم أنّي أشاهدهُ مارًّا من بعيدٍ على وجوهِ الآخرينَ و ابكي للحزنِ إذْ ما...
لماذا التقيتما قبل الخريف الأخير ؟
هل تركتم لفصلنا القادم يوما جديدا ؟
نعيدُ فيه على أحفادنا قصّة الذّئب البريء
و نحمل فيه على أكتافنا جثثنا القديمهْ
و نتوسّلُ نجوم ليلهِ الخائن
هل تركتم لنا ورقة لكتابنا الجديد ؟
نسجّل فيها ما دوّنّته شفاهنا من حكايا
و نرسم عليها صورَ هاماتنا الهزيلهْ
هل تركتم...