أنا أُحِبُّ كاعبًا كُرْديَّةً ،
رقيقةً
مثلُ الفراشةِ يا أبي
ولا أطيقُ بعدها
فأيْنما حَلَّتْ أحلُّ كما النسيمِ مُقْبلاً
أتبعُها هناك من بين الثغورْ
فإنَّها
لا تشتهِى وضعَ المساحيقِ الأنيقةْ
قاطعتْ زهوَ الحلِىَّ
يا أبِى
ولا تُزيّن نفسَها
بالقرطِ
أو تهوى الخواتمَ ،
والترفْ
لا تشتهِى المرآةَ،
أو...
الدَّمُ .. بالدَّمِ لا يكْفي
لا يغْسلُ - في قلبي - الوجعا
الدَّمُ .. بالدَّمِ لا يُرْجعُ فجْرًا أعْزلَ في بيتِ المقْدسِ قد صُرِعَا
كلُّ عيون عروبتنا تنزفُ في بيدرها
وحُداءُ البادية الآن..
تراءى - فوق هضابي - فَزِعَا
فالمحتلُّ الغاصبُ لا يُرْجعُ أرضي المسلوبة،
لا يتركُ بيتي...
ماذا لو أرْسمُ ،
والرَّسْمُ تحقَّق - في الحال - مُصادفةً ،
وتواردْ
إذْ ما كان خيالًا أُبْصرهُ ،
صار أمامي
يلْمحهُ النَّظرُ الرَّاصدْ
ما رسمتْه كفَّاى تجسَّد ،
بل صار المألوف السَّائدْ
ماذا أرْسمُ ؟
أرْسمُ شعبًا عربيًّا
يزحفُ نحو "الأقصى"
المعْزول المُتقاعدْ
أرسمُ طبْعًا وطنًا وألوِّنهُ،
تجْمعهُ...