دابادا: هي صَرخَة في الفراغ
تَشهَد نضال الإنسان ضد الموت التدريجي
إنها رَفسَة مُوَجَّهَة قبل حُلول الزَوال، لبعض الناس الذين يَرفَعون إنسانيتهم إلى الأعلى فيَخرُجون عن إطار الجَذب الى صفحات الأسطورة
إنها لا تُرَسِّخ اتجاهاً مُعيَّنَاً ولا تُدافِع عن مَدرَسَة أدبية ، وإنما تتحَدّى قُدسية التراث...
" لماذا وُجِـدتُ بكفين مبسوطتين
وكُبّلتُ بالاسم والدين والعائلة؟
لماذا يساعدني الرب كي أقتلهُ؟."
حسن مطلك
***
حسن مطلك لمن يعرفه صوت قادم من ارض السواد ، وردة النار التي أورقت في صقيع الشمال . وأزهرت ولم تكد ، حتى سرق من عنفوان صبوته بملامح شاب مغامر منفتح مقبل على مكائد الحياة ومكابداتها ،...
– بدأت حياتي شاعراً، لكنني أدركتُ بأن الشعر يحتاج إلى تضحيات كبيرة
– كارل ماركس ملعونٌ ملعونٌ.. فهو الذي جنى على البشرية
– العلم خان الوعي، والقتل صار بوسائل الإعلام!
– إن الإنسان يعيش في إشكالية مستمرة
– القرية أفضل من المدينة ؛ لأنها لا تقطع أحلامك
– يجب علينا أن نـتـشـبـث بـالأمـل
– في...
".. القرية تغرق في سكون تام، نام بعض الناس ومازال البعض يشرب الشاي أو القهوة وينشر الأحاديث. بدت القرية آمنة عند أقدام جبل مكحول، تسلم نفسها لحبه دون مقاومة، والظلمة الفضية تهرول بين الأشجار وعلى حوافي نهر الزاب الأسفل. هجعت العنادل والحمائم واستفاق الدود والصراصير من سبات النهار. فَراش الحقول...
س/: كتبت رواية (دابادا)، فماذا تقصد بهذا الاسم؟ وما الذي تريد تحقيقه من ورائها؟
ج: أعني بـ(دابادا) ما بعد اللغة، وحين انتهيت من كتابتها عرضتها على عدد من دور النشر في العراق، فرفضت طباعتها مما اضطرني إلى طبعها في بيروت ، فطبعت ثلاثة آلاف نسخة، وكلّفتني ألف، وثلاث مئة دينار عراقي (٣٩٠٠ دولار...
تبدو عملية التلخيص للأعمال الروائية، تسطيحية وقسرية ظالمة بعد أن قطع الفن الروائي أشواطاً طويلة في تجاوز المفهوم القائل بأن الرواية ما هي إلا حكاية مهذبة، لذا فأنا أتفق تماماً مع الناقد د.عبدالله إبراهيم، في قوله عن رواية (دابادا) لحسن مطلك: “إن هذه الرواية شأنها شأن أي عمل إبداعي مُجد، لا يمكن...
تقوم تقنية حسن مطلك الكتابية على درجة عالية ومعقدة من الوعي الحرفي، يحيل الكتابة بحد ذاتها إلى عملية مزدوجة من اجترار العذاب. بعبارة أخرى، الكتابة لديه أقرب إلى تمرير منشور ثوري داخل لوري من القشّ. ولضمان نجاح تمريره كان يعمد إلى تمزيقه إلى حروف وعبارات مجتزأة ، ليصار إلى إعادة صياغتها وقراءتها...
الكثـرة لا تـعني شـيئاً فـي الإبـداع
حاوره: عيدان محمود الصحن
حسن مطلك قاص حاز على الجائزة الأولى للمسابقة الخامسة لقصة الحرب بقصته (عرانيس). له عدة قصص منشورة في مجلات: الطليعة الأدبية، أسفار، ألف باء. وصحف: الجمهورية، الثورة. لم يصدر له حتى الآن أي مؤلف سوى روايته ( دابادا ) التي لا تزال تحت...
(1)
وضعتُ أمامي كومة من المصادر التي تبحث كلها في موضوعة الأدب، في الرواية على الأخص. كنت جاهداً في أن أجد تعريفاً واحداً أركنُ إليه للشفاء من سؤال ملح ومؤرق يتعلق بطبيعة عملي (كروائي)، والسؤال يتعلق بموضوعة حياتية ساذجة: لماذا أكون روائياً وليس نجاراً مثلاً؟
وهذا السؤال بالتحديد، هو الذي...
"قل لهم إنني ما زلتُ حياً، حدثهم عني كي لا ينساني أحد، لأنني أخافُ النسيان أكثر مما أخاف الموت".
حسن مطلك/الكتابة وقوفاً، ص٤٤
.. كأنها وصية أو صرخة لحظوية آتية من قبر حسن مطلك!
يجتاحني شعور عارم.. هو مزيج من الشغف واللذة واللهفة والغبطة، وأنا أمّزق غلاف النايلون مرتعشاً كعريس في ليلته الأولى...
الكتابة وقوفا، عنوانٌ لافتٌ للنظر، ما الذي تعنيه الكتابة وقوفا، أكثر من إنها ثورة تغيير في كيفية التعامل مع الكتابة، العادة التي تعلمها الإنسان أثناء ممارسته هذه التقنية (كما يسمي الناقد روبرت إيغلستون الكتابة بالتقنية)، التغيير الذي يبدأ حتى قبل الشروع فيها، فلماذا يود أن يبدأ عصرا شخصيا جديدا...
أفاقت من النوم كالغجر المغبطين.
افاقت..
يجزئني حلفها
والصعاليك في الدرب غطوا على القارعة..
لي امرأة من حليب العصافير، أسفلها طافح في الهواء،
وقسمتني مزقآ ثم اطعمتها،
واطربتها بدنو ثم أخرجت :
موال يابو زلف عيني يمولية
كل المخابىء غدت في الليل ودية
والقلب أثلجه دفء واسكره
والناس منسية...
عطر دمي يتدفق في شقوق دكة المعبد ..
الدم الدافئ. البنفسجية المصبوغة بعسل الزنابير،
تأتي امرأة من باب القبة حاملة زيتآ ونارآ..
تلمع عيون العابرين، يخرون في ركعة واحدة
اقرأ معجم الأقاليم، اشم رائحة العرش..
الخشب المنقى بماء النار.
تأتي امرأة، بين فخذيها سر تلك الحياة..
.. تأتي .. فجأة .. أتذكر...
الكثير ممن تناول سيرة الراحل حسن مطلك الذي أحدث صرخة مدوية في فضاءات السرد على مستوى الوطن العربي, بروايته الشهيرة(دابادا) حتى ظلت أبواب التحليل والمكاشفة مشرعة الى يومنا هذا,ومن خلال تجربتنا المتواضعة في هذا الشأن فقد تسنى لي الإطلاع على الكثير ممن خاض غمار الكتابة عنها, والبعض نصب نفسه شاهدا...
جاءت تلك المعجزة ، فدخل الجمال كله إلى الغرفة.
وكتبتُ : (( إلى جيش من نساء..اعنيك أنت ..إيتها النصل في القلب . اعترف أنني عرفت نساء كثيرات ، لم تعطني واحده منهن طعم الإحساس بالخسارة مثلما فعلتِ . ولم تعطني واحدة طعم الربح مثلما فعلتِ.
الخسارة : لأنني ضعت وتخبطت قبل أن اجدكِ.
والربح : لأنني وجدت...
(دابادا) عنوان رواية عراقية صدرت أوآخر الثمانينيات وظلت حاضرة في ذاكرة الأدب العراقي لجرأة ما طرحته الرواية من إحتجاج وصرخة من خلال نص واحد متكامل لم يتجزأ لفصول ومقاطع ، كتبها شاب عراقي كان للتو قد خرج من حرب الثمان سنوات وقد عمل في التدريس بعد تخرجه من جامعة الموصل وهو قاص وشاعر ورسام وروائي...