مرة اخرى يطل وجه الشاعر العراقي رياض البكري من بين ركام من اوراق بل كنز كلمات بقيت في ضمير شعبنا الغالي وفي عهدته . لقد حافظ الاصدقاء من عشاق الوطن والكلمة على اوراق رياض البكري ومنهم الأخ سعدون ابو حيدر وعقيل ابو ذر اذ نقل الأخير اوراق الشاعر لي . وكما اشارت مقالات سابقة اخرى ، فقد جرى اعدام...
سمعت باسم رياض البكري للمرة الأولى من صديقي الكاتب كامل عبد الرحيم يوم نشر مقالتين عن الشاعر الراحل في موقع الحوار المتمدن عام 2010.. كانت المقالتان مكرستين للتعريف بشعر البكري وفيهما مقاطع مختارة من قصائد له. وعرفت أن مبدعها صاحب موهبة لافتة أُغتيلت قبل الأوان. وكان يمكن، لو وجدت في بيئة...
قبل أن تأزف اللحظة ويتفرق الجمهور لنقل الكلمة ونذهب وأنها لمجازفة
تكتب ألشعر لوحة جدارية على مرسم ألهوليداي ان نشيد في ساحة الاشتباك صرخة في وجه ألوجه مقال حول الصراع الطبقي.
أنها لمجازفة
أنها لحظة السلاح
سيدي أنا مغن صغير تحطم قيثاري وكثيرا ما أشرب ألشاي وأرتاد ألمقاهي ألصغيرة في أزقة مدينتي...
والآن أعرف قبل كل ألشعر
والنسف ألسياسي ألجميل
بأنه ألنسف بالديناميت
ميثاق ألمواثيق ألمفدى والإله ألآخر ألباقي على قيد ألحياة
تحطمت كل ألتماثيل ألقديمة
لا احترام سوى للعلعة ألرصاص
لقد وضعت الآن بين ألشعر والسكين حدا
أني أصلي ألآن للتفجير في ليل ألمدينة وامتطاء ألنار في ألطرقات
لا شعر ولا لحن عنيف...
توقفي ياسفن الصمت...
إن وطنناً باجمعه يقتل...
وإذ تمدد هذه
الصحراء الفارعة بين كوردستان وفلسطين، فأنهما تقفان مسيحاً واحداً
على صليب الشوق العربي...
فكسروا اباريق الزجاج الاخضر...
وإخرجوا ايها النائمون من الكهوف...
واستمعوا...إن صاروخاً قد انفجر ...!
في النبطيه... وجد نصفه الاخر...
على سفوح...
في معترك طفولي حامي الوطيس ، كان رياض في أحد شوارع اسكان غربي بغداد يهاوش غلاما آخر . رياض ذو الشجن الشاهق والغضب البادي .. لايخيب في معركة ! كما انه لم يخسر مبدأ في الحياة .تعرفت عليه هكذا ، يافعا في الخامسة عشرة من العمر (عام 1966 )، أكبر من سني عمره بكثير ، وذلك لشمائل اكتشفتها فيه وانطبعت في...
٢٠٠٧
أخي خلدون
الذكريات كثيرة جداً وهي زاد لمن أصبح على مشارف الستين فحاضرنا علقم وليس لنا الا إجترار الماضي وأيامه الحلوة لما تبقى من زمن نبقى فيه على قيد الحياة ولا أقول نعيشه لأننا لانعيش
We are not living .. we are surviving
هذه مقولتي منذ عقدين ويزيد
على كل حال فقد أثار في ماكتبت عن رفيقي...
" انني أقفل الآن صوتي ..
بوجه الرياح التي داهمت فرحي
ذات ليلة عيد
واوشك ان اختفي
في الثلوج المدمرة ِ
استوقفتني على سور عشتار ...
زهرة ايامي الطفلة ِ ....
انتظرت ْ ضحكتي ان تعود النوارس ..
من سفر البحر ...
لكنني اوشك الآن ..
ان استرد عيوني المدماة
من بابل الأكدية ...
شبعاد تركض في البر عارية ...
في زاوية ما ..
على الرصيف قد التقينا
ماذا تبقى لنا ..
غير كومة من الثلوج والذكريات
أجمل الشموع انطفأت
وفاض العشب فوق الزهور
لسنا الذين بددنا أيامنا بأيدينا
كم ضحكة سالت على هذه الصخور
مثل الشلال
وكم من لحن
قد اختال في هذه الغابة المقفرة
مثل العصافير
ولكننا هيهات .
تعوّدنا أن لانبكي
هل تتذكر...
ان نهرا من الليل
نام على فجوة الشمس
هبني عيونك كي لا أرى
وطنا يتهاوى أمامي كطير جريح
وهبني سكوتك كي لا أبث الحقيقة
هبني عواطفك المستريحة
كي اتغنى بموت بطيء،
واضحك للنار وهي تسيل لعابا على شفتي،
ان عرسا يقام لقتل الحقيقة خلف دخان التعاويذ، دعني ادافع عن جثة لقتيل ضعيف ٍ ، تدوّسها العاهرات وكل...
- لقد انضجني الحزن ... فهل تعرفني الآن ... هل تعرفني .... ايها الصغير في مدينتنا ... لقد انفض الورد .... وانسحب الشتاء الفاتر.. وأنا اراقب شوارعك ودموعك ونخلتك المتبقية في ساحة الشهداء
اقتربت ُ العشية َ من بابك المتجمع
حول مساميره ، العشب والطلقات القديمة ...
وانفض قلبي ..
ماذا يبيت لي
ذلك...
ج2
ما بين عام 1975 و1976 تعرف رياض ألبكري على ( ألرفيق أنور) وبهذا ألتعارف انتهت علاقته ألسريعة مع ألتجمع ألتروتسكي و(ألرفيق أنور) هو ألسيد سامي شورش وزير ثقافة إقليم كردستان ألسابق وقد كان وقتذاك أحد قيادات تنظيم (وحدة ألقاعدة )وهو تنظيم متفرع من (القيادة ألمركزية) وبعد مداولات بينهما قررا...
ج1
كان يحيا وكأنه خط الدفاع الأخير عن ألإنسانية ،نافخ مزامير الحلم ألاشتراكي وفخر الشيوعية،عاش واستشهد وهو في تحد مسعور مع ذاته ،عاشق فيروز وشاعر القلم المذبوح حيث كان صوتا واعدا فانتبه لموهبته نقاد وشعراء مهمون لكنه أختار أن يدفع ضريبة ألنضال ومهر ألشهادة فمضى أليها خائضا نهر الدم ، تحدى...