د. صلاح البشير

السَيْفُ فِي الغِمْدِ لا تُخْشَي بَوَاتِرَهُ = وسَيْفُ عَيْنَيْكِ فِي الحَـالَيْنِ بَتَــــارُ الشاعر: إدريس جماع كانت الأيام تجأر بالشكاة، لا شيء يردها إلى الاتزان والسكون، وكان الرهق ووطأة الحياة يختلسان مِنْ الأحياء ماء العيون. وكان عادل جرقندي ساعتذاك .. فتًى قويا موفور الصحة، عظيم...
تهادت السيارة اللاند كروزر موديل 2013 كالعروس على الطريق العام، كان شارع الأسفلت يترفق بها ترفق الحبيب بالحبيب، كانَّه يتوسل إليها أنْ تسمعه صوت محركها الشجي، أو تضيئه بأشعة فانوسيها الكحيلين، أو أنْ تتوسد دواليبها ذات الدفع الرباعي ظهره بحنانها المحتمل، أو أنْ يُحس غطرستها وهي تضن على...
جميلةٌ هي .. نعم جميلة جداً، حتى إنَّ البصر لا يُكِرُ إليها مرتين، شقراء الشعر طويله، مجدولة القوام، ليس فيها قصر ولا طول، فِي بياضها حُسن لا يخفى على أحد، كأنَّ الشمس قد اقتبست مِنْه نوراً ترسله إلى الوجود، لها صوتٌ رخيمٌ عذبٌ فِيْه كثيرٌ مِنْ الصفاء، يلائم وجهها المشرق النقي، هي أشبه بلحنٍ...
كانت مشاعرها جرداء تُعاني مِنْ الرهق والبوار وهي تنظر بعينٍ فاحصة إلى جبارة جاد الله سمسار الحمير– الذي لا يفرق بين الحِمار الدنقلاوي والحِمار المكادي – وهي تجلس فِي سوق قندهار غرب أم درمان تشوي لعابري الطريق بعض اللحم الضاني المحبب إليهم وما يلزمه مِنْ الشطة المُدَكْوَتّة وطبق السلطة وفحول...
أقبل عليهما مبتهجاً باسماً مُشرِق الوجه والنفس جميعاً، وقف يعدل هندامه، يدخل منديلاً أحمراً فِي جيب سُترته الزرقاء مرةً ثُم يُخرجه أخرى، يبدو راضياً كل الرضا، ومنصرفاً إلى نفسه عنْ كل الدنيا، كأنَّ فِيْها حاجةً إلى شيءٍ مِنْ اللذةِ بعدَ أنْ أغرقت فِي الألم وإلى شيءٍ مِنْ السرور بعد أنْ أسرف...
تهادت شمس الجمعة إلى مضجعِها حين أخذ طريقه إلى مرآب السيارات المخصص للعاملين بالجامعة. كان ذلك بعد انتهاء المحاضرة التي ألقاها على طلابه فِي الجامعة الولائية حيث يعمل أستاذاً غير متفرغٍ يُدرس الإحصاء وقوانينها. فِي تلك البلاد البعيدة التي ساقته إليها الأقدار .. هناك فِي الولايات المتحدة...
جلسوا ينظرون إليه مُقتعدين الأرض، وللغيظِ فِي قلبه نارٌ تتوهج وللغضبِ على نفسه سلطانٌ لا يكاد يهدئ مِنْ ثورته أو فورته، وهو يريد أنْ يرمي عنه بعض الهموم الثِقال والخواطر المحزنة التي كثيراً ما تعتري النفس بين الفينة والفينة. وللناس مذاهبهم المختلفة وطرقهم الخاصة فِي التخفف مِنْ الهموم والتخلص...
مضت الحياة فِي طريقها كعادتها فِي مهلٍ وريث، هادئة حيناً ومطمئنة وعابثةً حيناً وخائفة، تتسارع أحداثها الحاضرة فتجب ما قبلها مِنْ آثار رفيقاتها الماضيات. وكنت قد عزمت واليوم جمعة، أنْ أزور الدكتور جمال الدين الصاوي، أخي الذي لمْ تلده أمي، وزميل الدراسة أيام الصبا فِي مدرسة كوستي الثانوية. وهو...
لمْ يكن الأمر مفاجئاً لِي – فأنا أعرفها منذ كنا طالبين شابين نتسكع فِي مدرجات كلية الطب بجامعة الخرطوم – ستتزوج أخيراً مِنْ رجلٍ ما أو قلْ خطفها واحدٌ مِنْ أبناء آدم الذين لا تثق بهم مطلقاً. كنت أراهنها أنَّ واحداً مِنَّا نحن أبناء آدم سيأسر شغاف قلبها وكانت ترد ساخرةً بعبارتين يحملان نفس...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى