من وإلى بهاء طاهر
: " اقترب كي ترى ..
وابتعد كي تحسّ
وتلمس مالا يرى "
هكذا قال من أبصرا
ثمّ مال
وأطرق يغرز نظرته في الثرى
راسما بأصابعه
نصف دائرة
و هلالا
و خط رموزا مموهـة
ليس يفهمها غيره
قلت –...
الآن قد آن الأوان لتبسمي ، فالفجر نوّرْ
و الآن أرفع في شموخ جبهتي ، و الآن أفخر
و الآن .. أطلقه من الأعماق إيمانا تفجّر
يمحو ظلام الظلم ، يمحو من بغى أو من تجبّر
و أصيح في زهو بكل مكابر : الله أكبر
الآن آلاف السنين تجمّعت من عهد (نارمر)
زقفت لتشهد خير جيل في الكنانة حين بثأر
و يضيف بالدم في صحئف...
( مرثية للجمال )
كان لونُ ثيابِ الثرى
أخضراً سندسيَّاً
له رونقٌ يبهج القلبَ
– من خصبه – . . . و البصرْ
و السماء لها زرقةٌ ، من صفاء ،
إذا ما أتاها النهارُ
. . . و في الليل
تأتلقُ الأنجمُ الزُهْرُ
لألاءةً تزدهرْ
و القلوبُ ...
الحب يومض في عينيك فتانا
و يرقص الفرح مختالا، و نشوانا
و يشرق الأمل الفجريّ مؤتلقا
في جنة تزدهي سحرا ، و ألوانا
و أيكة غرّد الطير الطروب بها
فأرسل النور و الأحلام ألحانا
* * * * * * *
عيناكِ خبَّأتا خلف البريق دنى
بهيجةً ، و سماوات ، و أكوانا
و عالما من أساطيرٍ ، و أخيلة
أجوب عبر مداها الحلو...
الحكايات منفية
في سراديب نسيانها
والوجوه توارت
يخبئها زمن
لايلين لما نبتغی
و الأغاني تسافر
ثم تؤوب
محملة برؤی مترعه
التفاصيل..
يذكرها الياسمين
وليس يبوح بها
وهي تحمل
مابين وخز الصبابة واللذة الموجعه
ألماً
واشتهاء
وبينهما
يتسلل نسيان ماليس ينسی
فهل حين تنزعنی من تراب الحقيقة
لحظة يأس
يجيء نداء...
كان لون الأرض أخضر
كانت الراية تعلو
في سماء الوطن الأخضر
خضراء
بلون الخصب .. والطيبة .. والخير الجزيلِ
كانت الأيام
مثل الناس
تسخو بالندى ..
والكلم الطيب .. والفعل النبيلِ
هكذا كانت بلادي ..
..لونها أخضر
معطاء
وكان النيل نيلا
والضفاف الخضر تزهرْ
كان لون الأرض أخضرْ
كان سمت النبت أنضرْ
كانت الريح...
لي وللنخلة ظلاَّن
إذا امتدَّا
استمدَّا
من وهيج الشمسِ
بعداً سرمديَّا
و لأني أعشقُ النخلةَ
و النخلةُ لا تعشقُ
إلاَّ من تسامى مثلَها
صلباً أبيَّا
أتحدَّى الريحَ
لا الظهر انحنى يوماً
و لا الهامة ترضى
دون هامات الثريَّا
أعشقُ النخلةَ
و النخلةُ تهديني المدى
تمراً جنيَّا
و إذانا – لحظةَ العشق –...
أما المظلوم ، فهي الصفة التي وصف بها الشاعر الكبير فاروق شوشة هذا الديوان ، و أما أنه مظلوم ، فلتعثر و تأخر نشره منذ قررت أن يُنشر.
فبعد أكثر من عشرة أعوام من نشر شعري في المجلات و الصحف و الإذاعات في مصر و العالم العربي ، قررت نشر ديواني الأول الذي بين يديك الآن ، و دفعت به – في منتصف ثمانينيات...
شفافية الضياء
تذوب في نزق المياهِ
. . . . . .
و تخرج امـراةٌ
. . . مهـيَّاة لموعـدِنا
معـطَّـرة بوهـْـجٍ من انوثتها
مبـللة برغـبتها
و نشـوتها
انوثتُـهـا تثيـر ذكـورة الأشـياء
حتى ينبض الصـلـدُ
لها نهدان من شـمـعٍ
تأرَّج منهما الشـهْـدُ
لقـامـتها...
لم يكن من الصعب اكتشاف أن سامح درويش مختلف عن بقية الكوكبة ـ شاعرا وإنساناـ منذ تعرفت عليه لأول مرة, من خلال المهرجانات الشعرية لكلية الطب بجامعة الإسكندرية في مستهل السبعينيات. وعندما أصدر مجموعته الشعرية الأولي في عام1992 كان واضحا أنها قد تأخرت عن المجموعة الأولي لرفيقه في الكوكبة...
مـوكـبٌ يتَـجَـدَّدُ في كل يـومٍ
و يـعـبـرُ مـا بين شـطَّـيْنِ
ينبتُ عـندهـما شـجـرٌ سامـقٌ
و مآذنُ قد عـانـقـتْها السـماءْ
سـارياً فـوق مـوجٍ رخـيـمٍ
يُـرَقِّـصُ مـا قـد تَـصـيَّـدهُ من ضـياءْ
مـوكـب مـلَـكيُّ السِـمَـاتِ
كأن لـه مـلِـكاً شـاعـراً
يمـتـطي فَـرسـاً من هـواءْ
و الرعـايـا...
هي ليست تحب سوى نفسِها
و الغرور الذي زرعته المرايا
بأعماقها
حين باحت لها
بالجمال الذي يتجلى بنظرتها
و بسحر العيونِ . . .
و سر فتور الجفون
أثار الجنونَ المراوغ في حسِّها
فمضت –
و هي تعلم
أن القلوب تميل إليها
وأن المسامع تهفو إلى جرسها
لا تحب سوى نفسها
***
هي دنيا من الفتنة المشتهاة
تتوق النفوس...