استند علي عصاه التي صاحبته منذ سنين.. حاول ان لا يشعر بوجود ذلك المرض الذي صادقه طويلا.. ارتدي ملابسه التي لم تتبدل مذ صاحبته الام الظهر.. داعب اولاده وزوجته قبل الخروج من البيت.. تمني حمدان لو قابل بعضا من رفاق ايام عزيزة علي نفسه..مازال الوقت مبكرا فقد يجد بعضهم بعد صلاة المغرب.. بدات اعمدة...
عاش انتكاسة السابع والستين ... تجرع انكسارات حرب لم يخضها..ذاق حلاوة الانتصار في السادس من أكتوبر.. حمل ذاكرة النصر يحكي تفاصيلها .. يروي ما خفي منها لكل من عرفوه.. كثيرا ما اعتز بتلك الإصابات التي لحقت بأقدامه وظهره ..ظل مرارا يحكي لنا كيف ظن انه فقد رأسه إثناء قيادته لمدرعته..امسك بها ...
كنت علي شفا شاطيء من وصال--- مواويل الحنين تصب جام احتراقها في حناياي--اربكني ما تبعثر من فوضوية هندامي—استعدت ما تناثر من ذكريات مضت—هانذا اعود اليها من جديد—مازلت اذكر كم كانت فاتنة-- دافئة—حانية—ساحرة—براحها ارتياح—هدؤها تجلي—صخبها احتواء- --مرسومة هي في المرايا---كل ما فيها شاهد علي ما مر بي...