أكتفي بهذا القدر من الحنين
سأبحث عن رحلة فوضوية
بينما العالم يطبخ حكاية جديدة
فوق موقد ربما
سأحرق هناك قشة الأمل الأخيرة
أبدأ بتدوير نفسي
أفكر في جراحة تجميلية
شفط اورام الخيبة
تكبير وجه السعادة
ترميم ثقب الامنيات
حقن الحزن بمخدر الفرح
تجفيف منبع الكوابيس
تكميم معدة اليأس
ثم أمضي نحو اللاقلق...
ظل واحد لايكفي لهذه الحياة
انكساراتنا كثيرة ... أضوائنا تتلاشى
وجنوننا مختلا يحب أن يبقى ملتصقاً على الجدران
اثنان هو وهو
النسيان ثالثهما
والبرد أنا .... أثني على الخير وأطمئن الشر
في غرفتي النائية البعيدة
تسكن افكاري
تغطيها خيوط الصمت والعنكبوت
العنكبوت تعلم الحكمة
ورحل عن كوكب الأرض
بقيت ألصق...
نكتب عليه اللانهاية حتى لاننسى
لا عجب ان غادرتنا الأمواج صامتة
حاملة ذكرياتنا الشحيحة
لا عجب ان نستنا تلك الرمال
وقد بنينا كل أحلامنا الصماء
ثم تركناها في مهب الحياة
نركض نحو كومة القش
نبحث عن نهاية صالحة للبقاء
ذات ليل
وجدت حلما ينام فوق وسادتي
كان ينظر لي بأذنه ...
ويحدثني بلا عقل ممزوج...
نسينا اللفافة بيد الأمس
هاهي الأيام دخان تنفث قبحها في الطريق
نغمض اعيننا
ورائحة الحرائق تغشى رغبتنا الأزلية
اصوات مزعجة
أحذية بعيدة
غضب ينفر من بين الشجر
أسهم تشير نحو العناق
أمسح وجه الهروب
أمسح خطواتك الآتية
أزين قلبي بالاعشاب الضارة
أدلو بريح الحب في بئر السكون
وأستبدله باحجية
الفوضى...
أي حظ هذا الذي يثور فيك
الخوف يتربص بك وأنت لا تعلم
خض الكثير من الحروب
ضد ذاتك
ضد الثورة والاحرار
ضد افكارك وتعاستك
خذ كل أقلامك وكن حر
أكتب على الطرقات
عش تفاصيل جوعك
وتفاصيل اغانيك القديمة
حدث الجنود الذين يعبرون أمامك
عن أمهاتهم المخلوع فؤادهن
وينظرن نحو اللاشيء ... حتى عودتهم
حدث المارة عن...
المرأة التي قطعت الحبل السري لصغيرها باسنانها
اُبعدت نحو حقول تتراقص، ترفع تنورتها
لتغري الطبيعة بخلخال الوقت
الصغار لا يشعرون بالخوف
مهما ترك الظلام فوق عتبات أيامهم
ضحكاتهم العابرة
العابرون المستلقون فوق الجدران كالعصافير
الفتات المتبقي
الغناء المنتشر
الأرض الثملة بالغثاء
النجاة المنتظرة...
أكون عصابة من مثيري الشفقة
نهرب من حافة الضياع
نلقي بانفسنا لهاوية الأمل
ننمق العبارات عندما نصل
نرتب بقايا شتاتنا
نقيم الاشجار التي نبتت في وسط هذا الضياع
ونقلم أظافر اليأس الذي مزق الضوء
نمر خفافا
نحمل أثقال الأيام
وقلوبنا تنبض بالحب
نشفق على قلوب الرجال المرتقة بالاختيار
وصدئة بالأسى
كتبنا...
لست أنا أنا من بعدكِ
ولست أعرف أين الطريق
بلقيس يانسمة تغفو فوق كتف الياسمين
بعثروا ذراتك
ضاعت من بعدها كلماتي
تهت في زمن الكتابة
خانني قلمي وكل حرف كان عند حدودك يستريح
لكني أعلم من سرقك
من تاجر بالحضارة
وباعنا في زمن العبيد
أعلم أنهم خائفون
من عينيك .. من صوتك
الذي يصل لأعماق المحيط
يا وردة...
أسرح ليل امرأة شرقية
أستخدم سنبلة جف صبرها
بدأ يتساقط الخزي
العار
وحكم القبيلة
أجمعه في جيوب الصبر
لأخرس المحال
..
من ادخل الخوف قلوبنا
وزرع بذرة العيب في أسمائنا
من كمم أفواه الجدارن
وسرح الخرافات في معابد العادات والتقاليد
الوجه وجهي
لكن الكلام مات داخلي
الروح روحي
لكن الوجع يلطخ ظلي
...
بعد عشرين عاما ماذا بقي منها ؟
نسوة مجتمعات بجسد امرأة تحاول الصمود
يتندرن حول الجارات المزيفات بالخداع
يفشين اسرار سياسية لا شأن لها بالوطن
يزينن شعرها الاسود بضفائر عرجاء
يشق الورد مكانه ليزهر ويتخضب الغنج بالوقار
لا شيء يأتي على محمل الجد
كن يثرثرن
ويبكين ويضحكن
ثم يذهبن نحو أعمالهن
واحدة...
أمارس الطيران
أحلق بعيدا كل يوم قبل أن أخلد للنوم
أعلق جسدي فوق مسمار صدأ بالانتظار
أعلن بدأ الرحلة
بفستان رمادي وحذاء أخضر
رياح تفسد مرسى هدؤي
اجراس ترن تفسد هدوء العيون
وقصيدة تتحول إلى شراع
لا زال الوصول ...... لايقترب
أنا امرأة مملة
لا أعرف كيف أدير الأحاديث
ولا أبالي بالنفاق والمجاملات...
لم أكن أتخلص من الفراغ حين أحببتك
لكني لم أكن أريد أن أحبك حقا
وجدت نفسي عالقة
داخل مزهريتك
وردة .. لم تنج من الذبول
ولم تصل للموت
كنت أجر ساقي للإفلات مني
أركض خلف الهروب
ليحتضني الصمت
وأبني من حروفي معبد
تختبئ بداخله أرواح تشبهني
في الليل الطويل
كان يستمع لها المارين
يتحسسون أنين مفزع
يتجولون...