عباس بلاي

كالآلهةِ الأولى أراقبُ بسكونٍ السماءَ و طيور المدينةِ التي تبني أعشاشها من عصيّ الأعلام المتكسرةِ في الشوارعِ من زخات الرصاص أو على ظهورنا منتظراً اصطياد قنبلةً أخرى - تلك التي لم تصطد رأساً ، طائرًا ما. أجلسُ على رصيف أحدقُ في سماءٍ مليئةٌ بالغيوم الغير ممطرة ، و أنتظرُ سقوطها صانعةً غيمةً أو...
يقتلوننا بأماكنَ نألفها على الأرصفةٍ مثلاً أو عند أبواب منازلنا الصدئة حيثُ تبقى أرواحنا متكورةً حول آخر ما تركناه من بقعِ دم حتى قيامهم بغسلها نقضي الليل محاطين بشموعٍ أشعلها الأصدقاء لأيقاظ أرواحنا أو لأننا نخافُ الظلمةَ ، نجوب تلك الأرصفةَ محتضنيّن المارةَ الذين يراقبون صورنا المعلقة في آخر...
لا شيء سوى الصمت في هذا المربع الذي يضغط فوق رئتيّ ، كما لو كنتُ سيجارةً تحت حذاء طفلٍ في الثالثة عشرة يراقب والدهُ قادماً من أوّل الشارع. الكلاب تنبح في الخارج وأصوات السيارات على الطريق تمر بسرعة جاهزةً لادخال الكلابِ في صمت ، كما لو كانت الأوطانُ بعد دهس أحلامنا. لاشيء سوى الصمت في هذا المربع...
ليس القتلةُ فحسب من تلاحقهم دماء ضحاياهم نحن كذلك تلاحقنا الدماء دماء من كنا نلقي برؤوسنا على أكتافهم دماء الذين كنا نسرق ولاعات سجائرهم التي حرقت شفاههم و حناجرهم حتى آخر لحظة دماء الذين يركضون أمامنا كالعدائين كما لو كانوا يتسابقون للعودة إلى الفردوس تلك الدماء التي لم نعرف كيف نستعيدُها التي...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى