سلمى صبحي

كاد أن يهوي لولا كبسة زر عبثت بغفوته وأيقظته من بقايا كابوس أوشك أن ينتهي به وبمن معه إلى كارثة. لا تزال أسلاكه المتهالكة رابطة الجأش، وهيكله المعدني يحميه كدرع محارب تقدم به العمر. يبدو أن سنوات عمله الطويلة أنهكته في ذلك المبنى الإسمنتي البارد الضخم الذي وشمه بثلاثين طابقاً رغماً عنه وعن...
في المدن التي تلفظ بقاياها وربما أوزراها... ستجدني. حيث تزكم الأنوف بروائح أصناف عديدة قد لا تحتملها... لن تفضل أن تجدني. على الطرقات السريعة التي لا تتوقف عن الركض... ربما ستحاول أن تجدني. أقول ربما! فما هي إلا تكهنات تعبث بإنسانيتي التي تتضاءل هويتها يوماً بعد يوم، فالواقع الشاحب يبدو مثل صفعة...
شلل نصفي أصابه جرّاء سقطات قوية، تجاهله لها في حينها بات سبباً قويّاً لمعاودة أوجاعه بشدة أكبر. تتساقط على إثرها الآن أجزاء نصفه السفلي قطعة، قطعة على التتابع بينما نصفه العلوي حافظ على صلابته التامة. قد يكفيه ذلك للعيش زمناً لا بأس به فهو لا زال قويّاً صامداً كشجرة الجنرال شيرمان أو هكذا كان...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى