لماذا لا تريد أن تحكي لنا الحكاية؟ لماذا تبدو هكذا؟ جافا أو شاحبا، كأنك خرجت لتوك من قبر أو من حرب لم ينج منها سواك. ما هذا في جيبك؟ لو أنك أردت إخفاءه، ما تركت جزءا منه ظاهرا. هل هو لسانك؟ قطعته وأودعته جيبك دون أن تنبس بكلمة. حسنا إثرها لم يعد بإمكانك أن تفكر في ذلك.
حذاؤك مغبر، جئت من قرية...
جلس هناك بعيدا، تظاهر بأنه لم يرني. وضع رجلا على رجل، تناول جريدة خاصة بالمقهى، شرع يتفحصها. لما رآه النادل وسار نحوه، أشرتُ إليه:
- سيشرب قهوة سوداء خفيفة..
انتبه صاحبي:
- أهلا سي..
يبدو أنه لم يتذكرني السي.. لم أتذكره أنا أيضا..
- كيف الحال شاعرنا؟
كان قد اقترب مني، مد يده صافحني، جرني...