لم تكن عاديةً أبداً، لم تكن مثل جميع بني جنسها اللاتي كان يعرفهن من قبل, لم يكن معها إلا بأجمل ما فيه, برغم أنه كان حاداً, صلداً, صلباً, متحجراً, لا يأبه لمشاعر غيره، وكان يبغض النساء بشدة قبل أن يعرفها، لكن حين عرفها ورآها لأول مرة كاد يشك في نفسه, وبأن ذاك الذي ينبض بداخله الآن قام من مقبرته...
واقفاً كنت فوق رصيف محطة قطار" طهطا " الأرصفة تتساقط عليها رذاذ مطرٍ خفيف والمحطة شبه خاوية , انقبعتُ في ثيابي , احتضنت حقيبتي , منكمشاً في نفسي من شدة البرد .... انا الان في شهر طوبى
الوقت قبل شروق الشمس بدقائق, نظرت في ساعة المحطة , مللت الانتظار , توجهت لناظر المحطة أسأله عن تأخر القطار...
واقفاً كنت فوق رصيف محطة قطار "طهطا" الأرصفة تتساقط عليها رذاذ مطرٍ خفيف والمحطة شبه خاوية , انقبعتُ في ثيابي , احتضنت حقيبتي , منكمشاً في نفسي من شدة البرد .... انا الان في شهر طوبى
الوقت قبل شروق الشمس بدقائق, نظرت في ساعة المحطة , مللت الانتظار , توجهت لناظر المحطة أسأله عن تأخر القطار الروسي...
على أدراج سُلَّم سطح المنزل تتصاعد الأقدام المترددة في ثقلٍ شديد تتخللها نسمة هواءٍ خفيفة ممزوجةٍ بضوء شروق الشمس ، وحالما انتهت ساقاه إلى آخر درَج يُفاجئ بوجود حبيبته التي تركته منذ فترة طويلة وهي أمامه جالسةً بالقرب من أمها متبادلتان مشادةً كلامية بنبراتٍ صاخبة .. ينظران إليه فور إحساسهما به...
الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل,يجر أذيال جسده المتهالك, وهو ما زال يلملم شتات أفكاره, ألقى بجسده على سريره نظر لسقف غرفته, وسط ظلامٍ دامس , عيناه ساكنة , شارد الذهن , لا يدري فيما يفكر, أو فيما ينظر, تأتيه نسمة هواءٍ جميلة من نافذة غرفته , شعر كأنه في عالمٍ موازي,وهو ما زال في شرودٍ تام ...