نحن نتنفس من دون حاجة إلى الوعي بأهمية التنفس أو دوره. نحن ببساطة نتنفس من دون التفكير في جدوى ذلك أو ضرورته أو منافعه. لكن الكتابة تسأل صاحبها باستمرار عن دوافعه إلى الكتابة وتستفسر منه دوما: لماذا تكتب؟ وما الذي تجنيه من وراء ذلك؟ وهل لهذا كله فائدة أي فائدة؟ إنها ليست التنفس. ومع أن السؤال...
سؤال طالما طرحته على نفسي، اكثر من اربعين عاما هي فترة معاقرتي للكلام، وأنا اطرح هذا السؤال، في البداية كنت اطرحه على نفسي، أما فيما بعد، بعد أن بت واحدا من كتاب القصة وصدرت لي مجموعات قصصية عديدة، تضمن بعضها قصصا بات يدرس ضمن المنهاج التدريسي حيث أقيم، في بلادي، فقد بات آخرون يطرحون هذا السؤال...
داخلني هذا السؤال مرات عديدة، لم أجد إجابة تبرر هذا الفعل، لكنني خلصت إلى تفسير قد يقنعني: أكتب ﻷتنفس!
كي أظل إنسانا، أن أجد مسافة من البوح، أخيرا وجدت إجابة: أكتب لأتواصل مع العالم المحيط بي؛ أتخلص من قيد اللحظة الحاضرة، أمارس السرد هواية تنقلب إلى غواية آسرة، نفتن بالمفردات ونصنع منها عوالمنا...
تحقيق : مرفت يس
علاقة الكاتب بالكتابة ممتلئة بالسحر والشغف ولكل بداية قصة، وكل قصة تمتلك سحرها الخاص قد تتشابه أو تختلف لكن تظل البدايات محفورة بذاكرة كاتبها وهذا ما تأكد لنا عندما سألنا كل منهم “حدثنا عن أول قصة كتبتها وأقرب قصصك لقلبك
كانت البداية مع الأستاذ سمير الفيل نعرف جميعا...
مولعٌ بكتابة النصوص السردية، وبعض من هذه السرديات غرائبية المحتوى، يعرف شخوصها الذين يخلقهم من خياله المحض أو من واقعه الحقيقي، وحتى من الممازجة ما بينهما، وأحياناً أُخرى من خلال استنهاضهم من قاع ذاكرته المتعبة التي استوطنوا فيها لسنوات طويلة، ليقوم بعدها بدفعهم على سطح وريقات كرّاس قديم وريقاته...
لا أكتب حبا في الكتابة، ولا طلبا لشهرة أو مجد مزيف، مبني على ثنائيةضدية تساوي بين الضحية، والجلاد، وترسم للشر معارج يقف من خلالها على صوابية الطرح، ونشاز المعنى في تصوراته العرفانية الماجدة.. بل اكتب لتوصيف النتوءات الجارفة، وهي تجرّف فضائل القول، وسيميائيات التحول الأنطولوجي، وهو يترسم الخطوات...
لمن نكتب رواية أوقصيدة؟ نكتبها لأناس سبق لهم قراءة روايات أخرى أو قصائد أخرى. نكتب كتابا حتى يكون قادرا على وضع نفسه جنب كتب أخرى لأجل أن يدخل في رف مفترض. وهو حين يدخل رف المكتبة، يعمل بطريقة أخرى على تغيير كتاب آخر من مكانه؛ فيعمل على إزاحة مجلدات أخرى من مكانها، أويعمل على قهقرة درجتها لتحتل...
ظل هذا السؤال يلح علي؛ سيما وأن كتاباتي القصصية ومقالاتي السردية تعددت كثيرا؛ لا أجد إجابة واحدة كما أن المفردات مخايلة مثل ضوء القمر على صفحة النهر تكون التعبيرات، عجنت بالحكي فأنا مستمع جيد، ولا أزعم أنني كاتب جيد، في حالات كثيرة أشعر بأنني لا أمتلك غير ثرثرة وليتها كانت فوق النيل، صعب أن يخط...
نقرا بين الحين والاخر مقالات لبعض الادباء المشهورين، من عباقرة الادب في العالم، تحمل بين ثناياها بوحا وتصريحات عن اسرار الكتابة الادبية، وعن عاداتهم وتجاربهم وآرائهم في التجديد، تلك المهنة التي يصفها بعضهم بانها شاقة وسيئة، لكنها محببة للمتعة التي فيها لان في (الفن قدراً من روح اللعب عند...
القارئُ يبحثُ عن ذاته فيما يقرأ، أعذبُ كتابةٍ هي ما يرى فيها القارئُ محطاتِ حياته، وتتكشف فيها ملامحُ صورته، ويتجلى فيها شيءٌ من الأعماق المختبئة في نفسه، وتفضح العقدَ الكامنة بداخله، وتعلن أسئلتَه ومعتقداته المخيف إعلانها. القارئُ يفتش في الكتابة عن شخصيةِ الكاتب، وأحوالِه وانفعالاته...
لماذا أكتب : سؤال ينفجر ليس كبالون هواء، إنما ينفجر كينبوع يبوح بكل عشق لتراب الكلمات وحصى الحروف، حينما أكتب تتحول الأوراق تحت أصابعي إلى أقواس قزح تتلون حسب حالتي النفسية، وتصبح العلاقة بين الحبر والبياض كأنها عواصف المد واحتضان الجزر ، ثم تولد الكلمات التي تدخل في سباق مع شهوة النشر، أحياناً...
بات من المعلوم لدي أني، وفي كل مرة، بقدر ابتهاجي بإتمام كتابة رواية ما، يسكنني حزن ما على انتهاء مشواري معها. وبات معلوما أيضا أن مرد ذلك هو إحدى الإجابات على السؤال الذي لا يكف يحوم حول الكتاب، مقذوفا مرة من الآخرين، ومرة نابعا من الكاتب نفسه، حول الدافع وراء الكتابة. وهو سؤال بقدر ما يتكرر...