تتعقبني عينان تجريان خلفي أينما ذهبت في سوق المدينة المكتظة بجريان جداول الغادين والرائحين، المتبضعين وقوفا، او الماسحين بنظراتهم كتل الحاجيات المنشورة، او المتكدسة على مناكب الأزقة، او فروع الشوارع الرئيسة.
ألتفت لأجد هيكلا انثويا لا تبرز منه الا عينان نفاذتان ترميان بشررهما نحو وجهي...
خيم الوجوم على وجوهنا، ونعق البوم في زوايا الدار. كنت وقتها يافعا ارقب وجوه اخوتي الكبار وهم يفترشون ارض الغرفة وقد انبطحت صور " الزعيم " امام اعيننا. وبصمت ملؤه الأسى كانت الرؤوس دائخة لا تدري ماذا تفعل والألم يعصر القلوب، بل يدميها. نظرات الى الصور واخرى تحلق بعيدا الى المستقبل الأسود الذي...