في اليوم الثامن من نوفمبر عام 1949 صدر عدد الرسالة الأسبوعي يحمل في أول كلمة من تعقيباته (قصة الدموع التي شابت). . . وفي الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم نقل إلى التليفون صوت الشاعرة (ن. ط. ع) حزيناً كالعهد به، خافتاً كأنما يأتي من بعيد، قاتماً كأنما تعكس نبراته لون شعور عاش في الظلام: هل يتسع...
حنانك قلبي كفاك انهيارْ ... فما من شِراك المنايا فرارْ
أما كُنت تعلمُ أن المنايا ... كُؤُوسٌ على كل حي تُدار
أديرتْ على الخلق من آدم ... كُؤوسُ المنايا فلم تنج دار
أبي كان بيتك كهفاً رحيباً ... وأنساً بكل صديق وجار
فما ردَّ باُبك ذا حاجةٍ ... وكنْت المجير إذا الدهر جار
كريم الخلال جوادٌ بما ...
يروي الناقد المصري، رجاء النقاش، أنه في أواخر الأربعينيات، ظهرت في صفحات مجلة "الرسالة"، وعدد من الصحف اليومية مثل "الأهرام" و"البلاغ"، شاعرة جديدة كانتْ توقّع قصائدها باسم مستعار، يتكوّن من ثلاثةِ حروفٍ هي "ن ط ع"... وفي يونيو 1950 نعتْ الصحف فتاة اسمها ناهد طه عبد البر، وإذا بهذه الفتاة التي...