سأرحل بعيداً... سأمضي مكرهاً في رحلتي مع الحياة.
هنا أعيش وحيداً في قبوي العفن... أتمدد، أجثو... أحاول النوم لا أستطيع... فقدت كل شيء. تضعضع إيماني. هزني الواقع ومع هذا ما أزال أمشي، أفكر وأتنفس... أتأمل الوجوه بنظرات تائهة حزينة... أتصور نفسي فراشة لا تقوى على الطيران تلفها الشباك من كل...
يدي تؤلمني، أتململُ في فراشي، يزداد الألم رسوخاً.
أخرج إلى الشرفة، أنظر إلى النجوم تزرع السماءُ، وإلى البواخر الجاثمة في الميناء. أنوارها تتلألأ.. وأضيع في متاهات لا نهاية لها بين السماء والبحر.
أرفع يدي، لا أستطيع أن ألوّح بها للنجوم السابحة في كبد السماء، ولا أن أهزّها للبواخرِ...
كثيراً ما أشعر بانقباض في صدري، وبألم عميق يسيطر على كياني، فأتخاذل وأضعف أمام واقع الحياة، وأفقد ثقتي وطمأنينتي، وأحس بالدوار في رأسي، فأقع بما يشبه هذيان المحموم .. في أول العام الجديد علمت أن الفتاة التي أحبها خانتني، وخطبت لرجل آخر، بعد حبٍّ جارف دام بيننا بضع سنوات.
أذكر ها، بالأمس القريب...