على رغم انقضاء أكثر من نصف قرن على رحيله، لا يتوقف المتشددون وغيرهم من المتطرفين الذين بالكاد قرأ واحدهم سطراً لأحمد لطفي السيّد، عن مهاجمته ونعته بأبشع الصفات. حسبك أن تفتح أياً من وسائل التواصل الاجتماعي حتى تقرأهم وهم يشجبون أفكاره، من دون أن يعرفوا شيئاً عنها، ويلعنون كتبه وهم يخطئون أحياناً حتى في عناوينها. في هذا المضمار يقف السيّد في خانة واحدة مع طه حسين ومحمود عبدالرازق، لكي لا نسمّي سوى هذين الكبيرين من مفكري العصر الليبرالي في الفكر العربي. ومع هذا فإن أحمد لطفي السيّد حاضر بفكره ومؤلفاته وترجماته الهامة- عن أرسطو خاصة-، وكذلك بالدور الكبير الذي لعبه في السياسة والثقافة في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين.
مهما يكن فإن أحمد لطفي السيّد أغنى الباحثين عن التنقيب في سيرة حياته والإجابة على الأسئلة المطروحة حول تكوينه الإنساني والفكري، على غرار ما فعل غيره من كبار المفكرين المصريين في تلك الآونة، عبر إصداره كتاب «قصة حياتي» الذي يروي حياة الرجل في ذك الاختصار الذي لطالما اتسمت به كتابات ذلك التنويري المدهش الذي كان يعرف دائماً كيف يصل إلى ما هو أساسيّ من الأفكار من دون إسهاب أو تزويق. ولعل ما يلفت النظر في «قصة حياتي» هو أنه نصّ لم يكتبه السيّد من تلقائه، بل أملاه على رئيس تحرير «كتاب الهلال» طاهر الطناحي وهو يعيش سنواته الأخيرة، مقدماً فيه، ليس حكاية نشوئه وتعلّمه وكفاحه العملي والحياتي فقط، بل خلاصةً وافية للأفكار التي كثيراً ما شغلته وضمّن كتبه بها وتكاد تتراوح بين التقدم والتنوير واستقلال مصر ورفعتها وتخليص الإسلام «من الشوائب التي ألحقها الجاهلون به»، ناهيك بدور المثقف في المجتمع. ونعرف أن السيّد إنما نهل في أفكاره التي اشتغل عليها نظرياً وعملياً، من عدة مصادر أساسية كان في مقدمها الفكر اليوناني وأفكار التنوير الأوروبي. ونعرف أن هذا قاده انطلاقاً من كتاباته إلى تطبيق أفكاره في المناصب الجامعية والسياسية، وصولاً إلى الوزارية التي شغلها، وجرّت عليه الكثير من الخصومات، لكنها أحاطته باحترام قلما حظي به واحد من مجايليه وزملائه المفكرين. ومن هنا عاشت أفكاره ولا تزال حية إلى اليوم.
اليوم، من المؤكد أن اسم أحمد لطفي السيّد هو الاسم الأول الذي يخطر في البال حين يصار إلى الحديث عن التيارات الليبرالية في الفكر العربي- والمصري- المعاصر. فأحمد لطفي السيّد، بكتاباته وأفكاره وتطلعاته، وكذلك بمواقفه وممارساته السياسية ثم خاصة بالدور التنويري الذي لعبه في السياسة والفكر في مصر منذ نهاية القرن التاسع عشر، وطوال النصف الأول للقرن العشرين، يعتبر من دون أدنى ريب التجسيد الحي للمهمة التي كان المثقفون العرب قد آلوا على أنفسهم القيام بها، منذ بزوغ عصر النهضة على يدي رفاعة رافع الطهطاوي، وتوضحت سماتها على يدي محمد عبده وأستاذه الكبير جمال الدين الأفغاني. والواقع أن إيراد هذه الأسماء هنا ليس من قبيل الصدفة، إذ إن أحمد لطفي السيّد كمّل، بشكل أو بآخر، عمل الطهطاوي التحديثي من ناحية، كما تجسدت فيه تطلعات الأفغاني ومحمد عبده إلى الربط بين العمل الفكري والعمل السياسي. ولقد كان السيّد- على أي حال- تلميذاً مباشراً للأفغاني حيث تعرف إليه وانضمّ إلى حواريّيه حين عاش الأفغاني في القاهرة سنوات عدة. وبعد ذلك كان من الطبيعي للطفي السيّد أن ينضم إلى الحلقة المحيطة بمحمد عبده، فتزعم فيها تياراً كان يمضي في الاندفاع في اتجاهين: اتجاه استقلال مصر الفكري والسياسي، واتجاه يدعو إلى النهل من الثقافات الغربية لتعزيز الثقافات المحلية والموروثة، كما يفيدنا هو نفسه في «قصة حياتي». ومن يتتبع مسيرة وأفكار أحمد لطفي السيّد، سيكتشف بسهولة أن هذين الاتجاهين سيظلان اتجاهيه حتى سنواته الأخيرة، بحيث يمكن القول أنه كان من أكثر المفكرين المصريين مصرية، ومن أكثرهم دعوة للانفتاح على أوروبا. أما من يقرأ «قصة حياتي» فسيدرك المسار الذي اتبعه المفكر للوصول إلى ذلك وكيف أنه خاض للدفاع عن مواقفه تلك معارك عدة أكسبته خصومات، لكنها أكسبته صداقات أيضاً.
ولد أحمد لطفي السيّد، الذي سيحمل لاحقاً لقب «أستاذ الجيل»، وكما يروي لنا في «قصة حياتي»، في قرية صغيرة تدعى برقين تابعة لمركز السنبلاوين في مصر في 1870، وكان في التاسعة عشر من عمره، كما يبدو، حيث تخرج من مدرسة الحقوق ليبدأ العمل بالمحاماة. وكانت تلك الفترة هي التي تعرّف فيها إلى حلقة الشبان المصريين المحيطين بجمال الدين الأفغاني، فبدأ اهتمامه بالربط بين الفكر والحقوق السياسة (علماً بأن ثمة من المصادر من يقول إن أحمد لطفي السيّد لم يتصل بجمال الدين في مصر ولكن في الآستانة، وإن ذلك جرى في 1893). ولقد تعرف السيّد إلى عبدالعزيز فهمي باكراً وأنشأ معه في 1896 جمعية سرية هدفها تحرير مصر من الاحتلال الإنكليزي. وبعد ذلك بفترة، وإثر تعرفه بمصطفى كامل ومحمد فريد اللذين كانا يعملان، في ذلك الحين، تحت رعاية الخديوي عباس حلمي، ألف معهما الحزب الوطني الذي كان بدوره يسعى لتحرير مصر. ولكن بعد ذلك، وحين ازداد تقرب السيّد من محمد عبده انفصل عن الحزب الأول وعن الخديوي ليشارك في تأسيس حزب الأمة ويرأس تحرير صحيفة «الجريدة» من عام 1907 حتى عام 1914، وكانت تلك هي المرحلة التي عُرف فيها أحمد لطفي السيّد على نطاق واسع وبدأ يتحول من حواري لأساتذته الكبار إلى أستاذ له حواريّوه. وهو، على أي حال وعلى خلاف أقرانه من مفكري وأساتذة تلك المرحلة، كان على الدوام معتدلاً في طروحاته يؤمن خاصة بأن من الأساسي إقامة جامعة وطنية مصرية، والوصول إلى الديموقراطية في شكل متدرج فهو لم يكن من المؤمنين بأية طفرة ثورية على الإطلاق.
ويروي لنا «قصة حياتي» كيف أن السيّد بعد عمله في المحاماة، عُيّن في النيابة العامة التي أقيل منها بسبب نشاطه السياسي في 1905. وفي 1915 أعيد إليها، لكن ذلك لم يمنعه من متابعة نشاطه السياسي، حيث نراه في 1918 يشارك في تشكيل «الوفد المصري»، لكنه سرعان ما يخرج على الوفد ليناصر حزب الأحرار الدستوريين، وكانت أول وظيفة شغلها بعد ذلك إدارته لدار الكتب، ثم حين تأسست الجامعة المصرية سُلّم رئاستها أولاً في 1925، ثم بين عامي 1930 و1932. وهو بين المرتين تولى وزارة المعارف، فعُرف بانفتاحه فيها وليبراليته. وهو طوال النصف الثاني من سنوات الثلاثين عيّن وزيراً مرات عدة، فشغل منصب وزير الدولة ثم وزير الداخلية بين عامي 1937 و1938، ثم عُيّن وزيراً للخارجية خلال عام 1946. وبعد ذلك اختير نائباً لرئيس مجلس الوزراء. وكان ذلك المنصب آخر عهده بالعمل الوزاري، إذ نجده في 1945 وقد اختير لرئاسة المجمع اللغوي الذي كان عضواً فيه منذ عام 1940. وهو ظل رئيساً للمجمع حتى وفاته عام 1963. وهو إضافة إلى ذلك كان عضواً في مجلس الشيوخ.
منذ بداياته الفكرية تأثر أحمد لطفي السيّد، وكما يؤكد بنفسه، بالفكر اليوناني، في شكل عام، وبفكر أرسطو في شكل خاص، وهو نقل من كتب أرسطو إلى العربية «علم الطبيعة» و «السياسة» و «الكون والفساد» و «الأخلاق». أما من جهة كتاباته الخاصة، فإننا نذكر هنا أنه كان، في شكل إجمالي، مقلاً، ولعل من أهم كتبه هي تلك التي جمع فيها إسماعيل مظهر كتاباته المتفرقة وخطبه في «صفحات مطوية من تاريخ الحركة الاستقلالية»، و «المنتخبات» في جزءين، و «تأملات في الفلسفة والسياسة والاجتماع». ومن ناحية ثانية يمكن القول إن أحمد لطفي السيّد كان من بين قلة من مفكري مصر الليبراليين الذين أيدوا ثورة مصر في 1952 منذ قيامها، حيث وجد الكثير من أهدافها تتلاءم مع تطلعاته. ولقد أثر موقفه في أبناء جيله وفي تلامذته ومن بينهم طه حسين ومحمد حسين هيكل. ويذكر للطفي السيّد، أخيراً، أنه كان في طليعة المفكرين الذين ساهموا في إدخال الفتيات إلى المدارس.
إبراهيم العريس
* منقول عن موقع جريدة الحياة
مهما يكن فإن أحمد لطفي السيّد أغنى الباحثين عن التنقيب في سيرة حياته والإجابة على الأسئلة المطروحة حول تكوينه الإنساني والفكري، على غرار ما فعل غيره من كبار المفكرين المصريين في تلك الآونة، عبر إصداره كتاب «قصة حياتي» الذي يروي حياة الرجل في ذك الاختصار الذي لطالما اتسمت به كتابات ذلك التنويري المدهش الذي كان يعرف دائماً كيف يصل إلى ما هو أساسيّ من الأفكار من دون إسهاب أو تزويق. ولعل ما يلفت النظر في «قصة حياتي» هو أنه نصّ لم يكتبه السيّد من تلقائه، بل أملاه على رئيس تحرير «كتاب الهلال» طاهر الطناحي وهو يعيش سنواته الأخيرة، مقدماً فيه، ليس حكاية نشوئه وتعلّمه وكفاحه العملي والحياتي فقط، بل خلاصةً وافية للأفكار التي كثيراً ما شغلته وضمّن كتبه بها وتكاد تتراوح بين التقدم والتنوير واستقلال مصر ورفعتها وتخليص الإسلام «من الشوائب التي ألحقها الجاهلون به»، ناهيك بدور المثقف في المجتمع. ونعرف أن السيّد إنما نهل في أفكاره التي اشتغل عليها نظرياً وعملياً، من عدة مصادر أساسية كان في مقدمها الفكر اليوناني وأفكار التنوير الأوروبي. ونعرف أن هذا قاده انطلاقاً من كتاباته إلى تطبيق أفكاره في المناصب الجامعية والسياسية، وصولاً إلى الوزارية التي شغلها، وجرّت عليه الكثير من الخصومات، لكنها أحاطته باحترام قلما حظي به واحد من مجايليه وزملائه المفكرين. ومن هنا عاشت أفكاره ولا تزال حية إلى اليوم.
اليوم، من المؤكد أن اسم أحمد لطفي السيّد هو الاسم الأول الذي يخطر في البال حين يصار إلى الحديث عن التيارات الليبرالية في الفكر العربي- والمصري- المعاصر. فأحمد لطفي السيّد، بكتاباته وأفكاره وتطلعاته، وكذلك بمواقفه وممارساته السياسية ثم خاصة بالدور التنويري الذي لعبه في السياسة والفكر في مصر منذ نهاية القرن التاسع عشر، وطوال النصف الأول للقرن العشرين، يعتبر من دون أدنى ريب التجسيد الحي للمهمة التي كان المثقفون العرب قد آلوا على أنفسهم القيام بها، منذ بزوغ عصر النهضة على يدي رفاعة رافع الطهطاوي، وتوضحت سماتها على يدي محمد عبده وأستاذه الكبير جمال الدين الأفغاني. والواقع أن إيراد هذه الأسماء هنا ليس من قبيل الصدفة، إذ إن أحمد لطفي السيّد كمّل، بشكل أو بآخر، عمل الطهطاوي التحديثي من ناحية، كما تجسدت فيه تطلعات الأفغاني ومحمد عبده إلى الربط بين العمل الفكري والعمل السياسي. ولقد كان السيّد- على أي حال- تلميذاً مباشراً للأفغاني حيث تعرف إليه وانضمّ إلى حواريّيه حين عاش الأفغاني في القاهرة سنوات عدة. وبعد ذلك كان من الطبيعي للطفي السيّد أن ينضم إلى الحلقة المحيطة بمحمد عبده، فتزعم فيها تياراً كان يمضي في الاندفاع في اتجاهين: اتجاه استقلال مصر الفكري والسياسي، واتجاه يدعو إلى النهل من الثقافات الغربية لتعزيز الثقافات المحلية والموروثة، كما يفيدنا هو نفسه في «قصة حياتي». ومن يتتبع مسيرة وأفكار أحمد لطفي السيّد، سيكتشف بسهولة أن هذين الاتجاهين سيظلان اتجاهيه حتى سنواته الأخيرة، بحيث يمكن القول أنه كان من أكثر المفكرين المصريين مصرية، ومن أكثرهم دعوة للانفتاح على أوروبا. أما من يقرأ «قصة حياتي» فسيدرك المسار الذي اتبعه المفكر للوصول إلى ذلك وكيف أنه خاض للدفاع عن مواقفه تلك معارك عدة أكسبته خصومات، لكنها أكسبته صداقات أيضاً.
ولد أحمد لطفي السيّد، الذي سيحمل لاحقاً لقب «أستاذ الجيل»، وكما يروي لنا في «قصة حياتي»، في قرية صغيرة تدعى برقين تابعة لمركز السنبلاوين في مصر في 1870، وكان في التاسعة عشر من عمره، كما يبدو، حيث تخرج من مدرسة الحقوق ليبدأ العمل بالمحاماة. وكانت تلك الفترة هي التي تعرّف فيها إلى حلقة الشبان المصريين المحيطين بجمال الدين الأفغاني، فبدأ اهتمامه بالربط بين الفكر والحقوق السياسة (علماً بأن ثمة من المصادر من يقول إن أحمد لطفي السيّد لم يتصل بجمال الدين في مصر ولكن في الآستانة، وإن ذلك جرى في 1893). ولقد تعرف السيّد إلى عبدالعزيز فهمي باكراً وأنشأ معه في 1896 جمعية سرية هدفها تحرير مصر من الاحتلال الإنكليزي. وبعد ذلك بفترة، وإثر تعرفه بمصطفى كامل ومحمد فريد اللذين كانا يعملان، في ذلك الحين، تحت رعاية الخديوي عباس حلمي، ألف معهما الحزب الوطني الذي كان بدوره يسعى لتحرير مصر. ولكن بعد ذلك، وحين ازداد تقرب السيّد من محمد عبده انفصل عن الحزب الأول وعن الخديوي ليشارك في تأسيس حزب الأمة ويرأس تحرير صحيفة «الجريدة» من عام 1907 حتى عام 1914، وكانت تلك هي المرحلة التي عُرف فيها أحمد لطفي السيّد على نطاق واسع وبدأ يتحول من حواري لأساتذته الكبار إلى أستاذ له حواريّوه. وهو، على أي حال وعلى خلاف أقرانه من مفكري وأساتذة تلك المرحلة، كان على الدوام معتدلاً في طروحاته يؤمن خاصة بأن من الأساسي إقامة جامعة وطنية مصرية، والوصول إلى الديموقراطية في شكل متدرج فهو لم يكن من المؤمنين بأية طفرة ثورية على الإطلاق.
ويروي لنا «قصة حياتي» كيف أن السيّد بعد عمله في المحاماة، عُيّن في النيابة العامة التي أقيل منها بسبب نشاطه السياسي في 1905. وفي 1915 أعيد إليها، لكن ذلك لم يمنعه من متابعة نشاطه السياسي، حيث نراه في 1918 يشارك في تشكيل «الوفد المصري»، لكنه سرعان ما يخرج على الوفد ليناصر حزب الأحرار الدستوريين، وكانت أول وظيفة شغلها بعد ذلك إدارته لدار الكتب، ثم حين تأسست الجامعة المصرية سُلّم رئاستها أولاً في 1925، ثم بين عامي 1930 و1932. وهو بين المرتين تولى وزارة المعارف، فعُرف بانفتاحه فيها وليبراليته. وهو طوال النصف الثاني من سنوات الثلاثين عيّن وزيراً مرات عدة، فشغل منصب وزير الدولة ثم وزير الداخلية بين عامي 1937 و1938، ثم عُيّن وزيراً للخارجية خلال عام 1946. وبعد ذلك اختير نائباً لرئيس مجلس الوزراء. وكان ذلك المنصب آخر عهده بالعمل الوزاري، إذ نجده في 1945 وقد اختير لرئاسة المجمع اللغوي الذي كان عضواً فيه منذ عام 1940. وهو ظل رئيساً للمجمع حتى وفاته عام 1963. وهو إضافة إلى ذلك كان عضواً في مجلس الشيوخ.
منذ بداياته الفكرية تأثر أحمد لطفي السيّد، وكما يؤكد بنفسه، بالفكر اليوناني، في شكل عام، وبفكر أرسطو في شكل خاص، وهو نقل من كتب أرسطو إلى العربية «علم الطبيعة» و «السياسة» و «الكون والفساد» و «الأخلاق». أما من جهة كتاباته الخاصة، فإننا نذكر هنا أنه كان، في شكل إجمالي، مقلاً، ولعل من أهم كتبه هي تلك التي جمع فيها إسماعيل مظهر كتاباته المتفرقة وخطبه في «صفحات مطوية من تاريخ الحركة الاستقلالية»، و «المنتخبات» في جزءين، و «تأملات في الفلسفة والسياسة والاجتماع». ومن ناحية ثانية يمكن القول إن أحمد لطفي السيّد كان من بين قلة من مفكري مصر الليبراليين الذين أيدوا ثورة مصر في 1952 منذ قيامها، حيث وجد الكثير من أهدافها تتلاءم مع تطلعاته. ولقد أثر موقفه في أبناء جيله وفي تلامذته ومن بينهم طه حسين ومحمد حسين هيكل. ويذكر للطفي السيّد، أخيراً، أنه كان في طليعة المفكرين الذين ساهموا في إدخال الفتيات إلى المدارس.
إبراهيم العريس
* منقول عن موقع جريدة الحياة