1
ما الذي جدًّ في آخر الليل ... ؟
هذي المتاريسُ ... هذي الخنادقُ
هذي البنادقُ، هذي البيارقُ
أين 'طِوَالُ النّجادِ' سِرَاعُ الجيادِ
وقبضاتهم في السّماء
وأرواحهُم فوق رَاحَاتِهم ؟
2
ما الذي جدَّ ... ؟
هذي المَرَابِطُ ... أين المُرابطُ ؟
هذي الأعِنّةُ ، هذي القَنَا
أين منصورُها ؟
أين هارونُهَا ؟...
1-
ظلّ هذا الموضوع راسباً في لا وعيي حتّى شاءت الصدفة مؤخراً أن يطفو على السطح بعباراته اللافتة هذه. والصدفة هي خطأ مطبعي أبى إلاّ أن يُحوّل الشاعر شارعاً. فقد كنت وأنا أصلح المرقون من أطروحتي "الشعر على الشعر عند العرب قديماً" لا أكاد أظفر بشاعرٍ شاعرٍ، بل حتى الجمع شعراء بات "شرعاء" إن لم يكن...
استوضحني راقن رسالتي وهويتسلمها مني ويتوقف عند كلمة " نصاص " من عنوان المداخلة، فائلاً قصاص؟ قلت: بل نصّاص. وأردفت: لم تخطر على بالك! قال: كيف نصّاص كاتب نصوص!
وانا أغادر المحلّ بعد استلام المرقون، لم يبرح سمعي الكلام الذي سمعت، رغم رذاذ مشاغب كان يبلل الطريق ويتربص بذوي الغفلة، حتى اتبهت إلى أن...
اقترن توطد البنية في أذهان الشعراء، عدا عامل النقلة الحضارية التي شكّلت الأرضية، بتطور مفهوم الشعر ومحدَّدات "الشعرية" 1- وبداية تبلور ممارسة ووعي نصيين سينقلان الفحولة من الشاعر إلى الشعر 2- وعزوف عن المتصورات التقليدية سليلة البداوة كالمحدد الماورائي عند القدامى إلى مُوفَّى الأموية والذي هو...