( لعبة الصبر القديمة في يديّ تحطمتْ )
– حسب الشيخ جعفر –
ما زال في العمر متسع للجنون.. مكان آخر بعيداً عن صفيحتك الصدئــة هذه، أنت أكثر صدأ منها.. هل تدرك ذلك؟ نعم تدركه، وتدرك أنه لولا دخولك المتكرر للحمام لكنت الآن شيئاً آخر.. كومة صدأ بني أغمق لوناً من الصفيحة التي أمامك.. وجهك ممتلئ...
أنحدر مخلّفًا مبان كثيرة انتصبتْ فيما كان يُعرف بـِ ( گاع الشعيبي). وحين تلوح لي شناشيل الخشب، أو ما تبقّى منها، في البيت الوحيد الذي ما زال قائمًا على حاله؛ أدرك أنني وصلت.
لا أدري كيف استقرّ ذلك الاسم الطويل كلّه في ذاكرتي كلّ هذا الوقت! هل كان موجودًا حقًّا على يافطتها الكبيرة؛ مع أنّ...
تبتعد سيارة الأجرة مخلفة غباراً يتصاعد ببطء متلاشياً بين أوراق الصفصاف. صوت المحرك ينسحب تدريجياً أمام السقسقة المنبعثة من الأشجار المتطاولة. (خذ المفاتيح. أريدك أن تراه. نظّم له كشفاً شاملاً. الأشياء التالفة بدلّها: الأبواب، الكهربائيات، غيّر دون الرجوع إليّ. تذّكر المحافظة على طابع القصر. تدري...
حين تقرر الرحيل.. تتفقد أمتعتك، وكلما اقترب موعده أكثر تعيد ترتيبها من جديد، ما كان مهمًا قبل شهر يصبح أقل أهمية بعد أسبوعين، ثم ينتقل من حقيبة إلى أخرى قبل أن يستقر أخيرًا قريبًا من الباب مع الأشياء التي أصبحت زائدة، تتعلق بها عيناك، ويمنعك خواء جيبك العاجز عن دفع غرامة الوزن الزائد.. يمنعك من...
محمد عبد حسن
ولد بالبصرة 1964
- عضو جماعة البصرة أواخر القرن العشرين
- عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين - البصرة
* صدر
- له الطوفان وقصص أخرى، قصص 2002 عن دار أزمنة للنشر والتوزيع
- فاز بالجائزة الثانية في مسابقة رابطة الكتاب الأردنيين لغير الأعضاء عام 1996 عن روايته ( سليمان الوضاح )...