محمود الورداني

  1. محمود الورداني - العميد في عيون سوزان

    أسعدني بشدة وأبهجني اكتشافي أن طه حسين مازال مطلوبا ومقروئا حتى اليوم. فقبل أسبوعين كنت أبحث عن" الأيام " التي قرأتها عدة مرات بالطبع، لكنها ألّحت عليّ بشدة، وبحثت عن نسختي دون جدوى، لذلك ذهبت إلى أحد فروع مكتبات دار المعارف، وكانت الصدمة أن الفرع تم هدمه منذ سنوات، فذهبت إلى فرع آخر في وسط...
  2. أدب السجون محمود الورداني - لجنة الحياة العامة

    كنا في تلك الظهيرة الصعبة، قد أخرجنا كل مايصلح لمواجهة الهجوم المتوقع من جانب فرقة مكافحة الشغب في السجون من زنازينا: قطع من الخشب أو الحديد أو الطوب، ولم تكن صالحة بطبيعة الحال لمواجهة هجوم يشنه النمل! وبعد مرور نحو ثلاث ساعات، وبعد أن اقتربت بشدة أصوات الصيحات الغريبة والأقدام التي تدق...
  3. أدب السجون محمود الورداني - لحظات فاصلة..

    كان إلقاء الصفيحة الثقيلة الملأي بالقاذورات، والتي كان من الممكن أن تصيب أو تقتل من تلمسه من أحد الطوابق العليا، حيث عنابر المساجين الجنائيين هو الشرارة التي أشعلت التمرد. مافهمته، أنا الحديث علي السجون من زملائي المعتادين علي الحبس، أن السياسيين حريصون دائما علي العلاقات الودية والمتينة مع...
  4. أدب السجون محمود الورداني - زمن القليوبي

    كنتُ قد توقفت عند وصولي إلي سجن طرة قادما من منفاي في الوادي الجديد، وبعد إلقائي في إحدي الزنازين، ومكوثي وحدي ما يقرب من ساعة، سمعت أصواتا في الخارج، ثم فُتح باب الزنزانة ودخل عدد من الناس لم أتبين ملامحهم في الضوء الشحيح. بعد أن استقروا علي أبراشهم، انتبهوا لي وسألني أحدهم عن اسمي، وفوجئتُ به...
  5. أدب السجون محمود الورداني - العودة إلي القاهرة..

    ربما كنا- عائشة وأنا- أول من يُقبض عليهما في الوادي الجديد بتهمة الشيوعية. وكنتُ قد ذكرتُ من قبل نُدرة الجريمة عموما والميل المسالم من جانب أهل الواحات وأغلب الوافدين، وهم عادة يأتون بحثا عن امتيازات وظيفية أو بسبب سهولة الحياة المعيشية، لذلك يبتعدون عادة عن المشاكل. أما العقيد فما لبث أن...
  6. أدب السجون محمود الورداني - إفراج ثم اعتقال..

    في العادة لا أثق في مستوي ما أكتبه، وأظل قلقا وأعيد القراءة والتدقيق حتي أستقر قليلا، حتي لو اقتصر التغييرعلي مجرد لمسات قليلة، لكن تلك الأقصوصة الصغيرة خرجت كلماتها منذ قرابة أربعين عاما علي النحو السابق ولم تتغيّر مطلقا. القصة أحبها زملائي في السجن، وأتذكر أن ما استوقف البعض منهم هو أنها...
  7. أدب السجون محمود الورداني - سوف نسافر الآن..

    لم أكن أتوقع مطلقا شيئا كهذا، ولما كنتُ بعيدا في أقصي الصحراء، لم أعلم بأي إشارات حول بدء حركة اعتقالات أو ماشابه، إلي جانب أن نشاطي كان قد توقف تماما منذ قرابة العام ولم أعد أظهر في أي مكان، ثم أن قرار النقل إلي المنفي هم الذين أصدروه.. لكل ذلك كنت مفاجأ إلي أقصي حد، ولم أكن أعرف حدود الموضوع...
  8. أدب السجون محمود الورداني - أيام في طرة

    عندما توقفت اللوريات في الليل، لم نعرف المكان الذي ذهبوا بنا إليه ونحن مقتولون من التعب. بالنسبة لي، وللكثيرين أيضا، لم يكن كل ذلك مهما، كنا نريد النوم فقط علي الرغم من الجوع والعطش, أتذكر إننا صعدنا سلالم بدا أنها لاتنتهي، ووزعونا علي عنابر مختلفة، وعندما وجدنا صفين من الأسرة المتعددة الطوابق،...
  9. أدب السجون محمود الورداني - في انتظار النيابة..

    كان سجن المرج هو إذن السجن الحقيقي، فأنت مُلقي في زنزانة ضيقة مع زميل لك. لاتفتح الزنزانة، فدورة المياه جزء مقتطع من الزنزانة، لكنهم يفتحون عليك مرتين، ليقدموا لك في قروانة حساء مقززا وخبزا. وعلي الرغم من الجوع الشديد إلا أنه لم يكن ممكنا إجبار النفس علي تقبل مثل ذلك الحساء، ولكن يمكن التهام...
  10. أدب السجون محمود الورداني - الحقيقة أننا لم نقاوم..

    كنا مجموعة قليلة، لا تزيد علي عشرة، بدا لي إنهم جميعا قاهريين، ممن كانوا في حجز قسم السيدة زينب، وتم ترحيلهم إلى ذلك السجن المجهول، فقد مضت السيارة اللوري التي أقلّتنا في طريق غامض، وعجز زملاؤنا من العارفين عن تحديده، ولكن سرعان ما كشف لنا السجن عن نفسه، فهو لا يشبه أمثاله مطلقا مما سبق لنا...
  11. أدب السجون محمود الورداني - السجن الحقيقي..

    أعتذر مقدما عن بعض التفاصيل التي أوردتها، أو سوف أوردها فيما تبقي من أوراق، إذا كانت لاتتطابق مع الحقيقة تماما. ولقد اكتشفتُ وأنا أهاتف بعض أصدقائي الذين زاملوني في حبسات مختلفة، اختلاط بعض الوقائع، بمعني أن ماجري في حبسة من الحبسات قد يختلط مع ما جري في حبسة أخري، وأن هناك وقائع أخري نال منها...
  12. أدب السجون محمود الورداني - عيش حاف..

    قطعت السيارة بنا نحو عشر دقائق، ثم توقفت أمام قسم شرطة الساحل المجاور لكنيسة سانت تريز. جري كل شئ بسرعة شديدة، وبدا وكأن الواحد مسلوب الإرادة. لم أسع لتبادل الكلام مع عائشة أو الحديث عن ابنتنا لينا. لم ندخل من باب القسم، وكان كل شئ معدا مسبقا، فقد جاءت سيارة أخرى انطلقت بعائشة، بينما واصلت...
  13. أدب السجون محمود الورداني - حين تركنا "لينا"

    كنت منزعجا ومتوترا بالطبع وأحاول السيطرة علي نفسي، وكان وجود لينا وتقلبها في الفراش مثيرا لمزيد من التوتر. لكن ماقاله الضابط بعد ذلك كان مفاجئا لي ، بل كان صادما. قال إن علينا أن نرتدي ملابسنا نحن الاثنين ونجهّز أنفسنا للذهاب معه. كان أقصي ما يمكن توقعه بالنسبة لي أن أكون أنا المطلوب، وطوال...
  14. محمود الورداني - ‬عندما رأي إبراهيم عبد المجيد الأسد

    قال لي‮ ‬إبراهيم عبد المجيد في أحد الأيام‮ ‬،إنه فتح البلكونة في الفجر فوجد أسدا‮ ‬ينظر إليه‮ ‬غاضبا،فقلت له بكل هدوء وأنا أكثر جدية منه‮ ‬،ربما لأغيظه‮ :‬وعملت إيه ؟ فأجابني أنه أغلق البلكونة بسرعة لأن الأسد فيما‮ ‬يبدو كان‮ ‬يريد الدخول‮.‬ ‮ ‬حدث ذلك في أوائل ثمانينيات القرن الماضي‮ ‬،عندما...
  15. محمود الورداني

ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...