( حين يصير الحنين يماما على الكف ،
والراقصون مدائن
لاتقفل الليل أبوابها ، والصباح ) **
( إلى علي الدميني ، والمقطع السابق من ديوانه بياض الأزمنة) **
هذا بالضبط ما لم يفكر فيه البارحة . لقد نام خالي البال من أي شيء يكدر صفو هدوئه ، صحيح هو مسجون ، ولكنه يشعر بالراحة الأكيدة أن رأسه لم تعرف...
حين قرأت نصوص هذا الكاتب انتابتني دهشة شديدة ، وشعرت بأصابع ماهرة تصوغ مادة سردية غنية بالدلالات بكثير من التأنق والتعامل الحذر مع اللغة ، مع شطحات صوفية ، ومدارات جمالية أخاذة ، تأخذك إلى حيث يمكنك أن ترى المشهد القديم بأعين جديدة . في نصوصه القصصية يميل الدكتور محمد عبد الحليم غنيم إلى أن يشكل...
في 17/1/1985م
أخي وصديقي العزيز حسين علي محمد
تحية واعزاز
بالطبع ابتعت مجلة القافلة وبالأمانة لم يعجبني ذلك التداخل أو التوليفة بين كل الأذواق.. فهناك مساحة للأدب وأخرى للفن وأخرى للرياضة بحيث انتفى عنصر التخصص الذي أميل إليه.
أعرف أن هناك أمور عدة تتحكم في المادة المقدمة، ولكن تجربة " سنابل "...
عرفنا أنه ابن ناس من أول وهلة . بنظراته الواثقة ، ووجهه الخمري المستدير الذي لم تلوحه شمس بعد ، وبتلك الابتسامة العريضة التي استقبل بها خبر توزيعه على سلاح المشاة .
كنا على ثقة أنه لا يكذب علينا – في نوبات الراحة – حين يحدثنا عن أعمام له ، وأخوال يحملون رتبة اللواء أو العميد ، ويمكنهم بإشارة...
الثقب الذي مررت منه كان أضيق من أن يلحظه أحد . كنت عاريا تمام العري ، كما ولدتني أمي منذ خمسة عقود ، ولما كنت ـ وقتها ـ أصغر من أن أعي كيف قطعوا حبل السرة فقد خمنت أن القابلة فعلت كل ذلك بدربة ، وربطت مكان القطع بإحكام ، وخيطت قطعا في البشرة بدقة شديدة ، ولقفتني لأمي وهي في سريرها بين اليقظة...
قبضت على التصريح العسكري ، وانطلقت نحو " فايد" . ورقة صغيرة أشعرتني بسعادة غامرة. تشعلقت فوق جرار زراعي متهالك أنزلني على الطريق. وجدتها تضع الطست النحاسي أمامها . جالسة تحت شجرة كافور عالية جدا. أغصانها تكاد تلامس السماء بزرقتها البعيدة.
إن كل شيء مختلف هنا . ابتسمت ، ووضعت في ابتساماتها مسرات...
الولد منير شقي ونحيف كنواة بلح أبريمي ، لكن دمه سكر ، وهو يقلد مشية مدرس العربي ، الذي يخب في بدلته الوحيدة الرمادية المثقوبة من الأكمام ، أو وهو يحاكي الأستاذ عبد السلام الذي يأتي من " العطوي " راكبا حماره الضعيف المضعضع . ضربه الناظر عشرة عصي عندما فك الحبل المربوط فيه الحمار بجذع شجرة ، ومضى...