الغجرية النحيلة التي سألتها عن طالعي عند زاوية السكة الفسيحة، تقول لي: "كفك لا تروق لي. اسْتَعِدْ قطعة نقودك وأرني عرض ظهرك.
لماذا لا ترحل ياصاحبي؟ ولماذا هذه الابتسامة
فجرحك مفتوح؟
على حافة الماء نساء معتوهات كحزمات من قصب السكر.
أرم لهن قبعتك وسوف يمشين فوقها.
وداعًا، يا ابن روحي، وليكن الزمن...
صورة ذراعيها تثب فيَّ كغزالة
في الحلم، شددت على ذهب أذنيها
تنسمت أزهار فستانها
وأصابعي تحرس عذوبة
أفنانها.
أشعر أن رضاب ثغرها
سوف يشفيني.
نظرتها تصلني كنسمة رقيقة
تستخلص من الأزهار أريجها المتموج.
نهدان نبيلان مثل أوزتان تتقدمان.
إذ خانتني الشجاعة على مواجهتهما،
انزلقت نظرتي
بمكابدة طفولية.
كانت...
حين تفتشين عن أسرار قلبي
تشبهين الأطفال الذين يهشّمون لعبهم بحثًا عن الروح الخفية
التي تحرك قطاراتهم
إن كان حلمي على إىقاع أصابعك يشدو
وإن كان فكري على زورق ضفائرك يهيم،
فكيف يمكنك الشك في عاطفتي؟
حين يتركز عليَّ بهاء عينيك
أشعر أن كل شعاع حزمة حية
وهيهات أن أكون في أي وقت آخر أكثر قربًا من الله
أحمد راسم.
ولد في مدينة الإسكندرية سنة 1895
وفيها توفي سنة 1958
عاش في مصر، وطوف في عدة أقطار أوربية ممارسًا وظيفته الدبلوماسية ما بين عامي 1918 و1928.
تلقى مراحله التعليمية الابتدائية في مدارس الإسكندرية الفرنسية، وأتم دراسته الثانوية بمدرسة رأس التين الثانوية، ثم التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية...