القلق يأكل كبده. كل الأجوبة التي بررت له غياب سعيد، لم تقنعه. صدّق على مدار عامين كاملين رواية حادث السيارة، وتلاسنه مع ضابط كبير في الجيش، وأن الأمر أدى إلى السجن! الحكاية ينقصها الكثير، ولا يعرف أحدٌ في أي سجن هو..ألحّ في السؤال على أمه ذات مرّة، وهو يقول لها ان قلبه مشغول عليه، فترد أنه بخير،...
وجب عليّ أن أدفع ثمناً باهظاً من أجل ممارسة حقي في الكتابة، وأنا داخل السجن. كلما أمعنت في التمسك بالقلم أكثر واستخدامه سراً أو علناً، مكثت في السجن وقتاً أطول، لأن لساني أيضاً لم يكن ليدخل حلقي، فامرؤ مثلي لا أمان فيه إن أُفرج عنه، طالما أن السجن لم يكسر قلمه، ولم يخنق صوته!
لم يكن ممكناً لي...