رباب محب - إِلهُ الكائناتِ الصَّغيرةِ - ت: محمد حلمي الريشة

“أَن نكونَ أَو لاَ نكونَ، لاَ يوجدُ فرقٌ، لكنَّ الوجودَ بدونِ «رؤيةٍ» هوَ مَا لاَ يُمكِنني تقبُّله.”
(رُباب مُحِب)


أَلف
لاَم
مِيم.
بأَمرِ النَّبيِّ
ثَمَّ مغنِّيةٌ غيرُ مرئيَّةٍ مِن إِيماني،
وبأَمرِ الحبِّ
لكنْ معَ
جُرعةِ نَزوةٍ فقطْ،
هذهِ الزَّهرةُ الياقوتيَّةُ الصَّغيرةُ الَّتي تضفِّرُ جسَدي الكريستاليَّ.

رَجلٌ، وأَغوارٌ فِي المرآةِ،
وامرأَةٌ،
تنمُو فِي المرآةِ.

علاَقةٌ،
وبدايةٌ عكسيَّةٌ
علَى طريقِ مُسافري الأَحلامِ المفقودينَ.

رَجلٌ،
وعقبُ سيجارةٍ محروقٍ،
وامرأَةٌ،
فَقدتْ قلبَها أَمامَ
المسحوقِ المضغوطِ.

عندَما ستارةُ اللَّيالي الرَّماديَّةُ
مِن المكانةِ الوارفةِ للعناقيدِ الزَّهريَّةِ
هَوتْ،
شهابُ الشَّهوةِ
كانَ أَيضًا
ميتًا.

منْ دونِ أَحذيةٍ،
وقلبُه حَافي القَدمينِ،
تحرَّكَ الرَّجلُ عبرَ الحياةِ،
وعبرَ الرَّملِ،
والدُّخانِ
وَ
والضَّبابِ،
وفِي الوقتِ نفسهِ
وصلَتِ المرأَةُ فِعلاً.

لاَ شيءَ سِوى التُّجَّارِ، كانُوا،
لأَجلِ خاتَمينِ مِن النُّحاسِ،
قامةً رائعةً مِن العناقيدِ، وحبَّ شبابٍ مبكِّرًا، ومرَّةً واحدةً
يُباعانِ.

ذاتَ مرَّةٍ
ثبَّتوا أَشرعةَ
خيَالهم.
البِحارُ
بدتْ مندهشةً
كأَنَّها تحدِّقُ نحوَ نسيمٍ رقيقٍ للعواصفِ.

بمُيولٍ وانحناءاتِ عناقٍ
خاليةٍ مِن الأَخطاءِ؛
الحبيبُ
عنْ طريقِ الخطأِ
اشتَهى آنستَهُ.

آلهةُ الشَّهوةِ
همُ الضَّالُّونَ فِي الأَزقَّةِ بأَنقاضِ الرُّوحِ،
والمهووسُونَ
بالإِثارةِ الجسديَّةِ.

فِي الأُفقِ،
هُم حزانَى
فِي متاهةِ بُكمِهم، ومشاعرِهم العمياءِ
البغيضةِ، تَنفِيهم،
وتُخرجُهم
إِلى زنزانةٍ مظلمةٍ فِي القلبِ،
ولاَ يَزالونَ
مقيَّدينَ، مقيَّدينَ إِلى أَغلالِ
الحبِّ.

يَرغبُ الطِّفلُ فِي خطواتهِ الأُولى
أَن يكونَ حبيسًا فِي مِقبضٍ،
ومقيَّدًا بثقةٍ عمياءَ.

مثلَ الزُّجاجِ
لاَ يصمدُ أَمامَ الحجرِ
ضحيَّةُ إِطلاقِ النَّارِ هذهِ فِرقةٌ فِي خطِّ رؤْيَتي.

امرأَةٌ
تقولُ وداعًا لسَريرِها
بلُطفٍ،
وتبدأُ المأْساةُ اليوميَّةُ.
رجلٌ
مشوَّهُ الجسدِ
متشابكٌ بالكتَّانِ
ويتثاءبُ
أَربكَ امتنانُهُ
الصُّراخَ.
* * *
بينَ الصُّعودِ والهبوطِ
لَم تكنْ هناكَ سِوى بضعِ دَقائق.

قبلَ أَن يُولَدوا فِي هذَا العالمِ،
كانُوا موتَى
مجرَّدينَ حتَّى العَظمِ
العاريِّ.

فِي الاتِّجاهِ الصَّامتِ لعَلاقتِهما
مجرَّدُ أَربعةُ عيونٍ متقرِّحةٍ
وَ
الإِثارةُ لتذوُّقِ دمِ بناتِ الحبِّ.

رَجلٌ
وَ
ليلةٌ
وَ
ثديانِ عاريانِ
رحيقٌ
وَ
مُستخرَجٌ
وَ
عسلٌ
وأَملٌ
لإِرواءِ العطشِ.

الشَّهوةُ
اهتياجٌ مقلَّصٌ
فُسِّرتْ
كمَا “الحبِّ”،
والحبُّ
كتابٌ عتيقٌ،
علَى الرَّفِّ فِي خزانةِ المنزلِ،
مغطَّى بغُبارِ الغَرابةِ،
ومُسجَّى.

نَسجتْ بذرةُ الحنانِ حريرًا
تبعثرَ فِي الرِّيحِ
لإِلقاءِ اللَّومِ علَى ضَحايا
شعرِها الأَسودِ
ذلكَ اللاَّوعي
حيثُ النِّسيانُ
أَقوى مِن مُؤامرةٍ.

قلادةٌ تمنَّتها لذاكرتهِ
مرصَّعةٌ بالجواهرِ معَ
لؤلؤٍ مِن الحبِّ.
قلادةٌ حصلتْ علَيْها
قَبضتْ بترباسٍ علَى
القَدمينِ
وَ
الجسدِ
والرُّوحِ.

همْ يسوعٌ دونَ نبيذٍ.
بؤْسُ الآفاقِ،
يسمُّونهُ
“الارتِفَاعاتِ”.

كلَّ ليلةٍ
يَستنطقونَ بعضَهم بعضًا بالنِّسبةِ إِلى اسْمِها،
وفِي الصَّباحِ
الابتسامةُ لديهِم
تَفقدُ الهُويَّةَ.

ظلاَّنِ
تَجسَّدا فِي الغُبارِ
كأَنَّه سُرادقٌ، واللَّيلُ
انتشرَ
عندَ كلِّ فَجرٍ
نَسيمًا منْ دونِ عذرٍ.

أَحبَّ كلٌّ مِنهما الآخرَ ربيعًا طويلاً،
وأَلفَ شتاءٍ
فِي نَومِهم الأَبديِّ
تثاءَبا حُبًّا.

ليلةً- مُغامِرةٌ
معَ رائحةِ جثَّةٍ هامدةٍ
كانتْ تشتاقُ إِلى عشيقِها.

بصرُهم مفقودٌ،
وخيَالُهم ليليٌّ،
وزهرةُ حياتِهم تداسُ تحتَ الأَقدامِ،
وقَصرُهم محروقٌ،
وقاربُ عواطفِهم فارغٌ،
وقلوبُهم مدنَّسةٌ؛
هُم عصابةُ رُعاعٍ وقَتلةٍ لاَ يُوصفونَ،
ولَم يتغذُّوا علَى ثديٍّ مُطلقًا
مُطلقًا.
* * *
تَشابكُوا
كأَنَّهم
نشأَوا معًا بسيفٍ ذِي حدَّينِ.

عندَما أَزهرَ البرعمُ الأَوَّلُ
قالُوا لبعضِهم البعضِ:
“أُحبُّك”
ومعَ سقوطِ الهجرانِ الأَخيرِ
مُلِئتْ حُزمةُ قلبَيْهما بنسيانٍ
خالدٍ.

حقيقيَّانِ
ناضجانِ فوقَ الأَرضِ، ويُعايشانِ
التَّعطُّشَ لعَلاقاتٍ،
ومكرَّسانِ للحبِّ،
ومريضانِ بسببِ العاطفةِ،
واحتياجاتِ التَّوقِ،
كانَا مسافرَينِ ضَجرينِ
شُنِقَا للتَّوِ بوساطةِ الدِّثارِ الرَّطبِ
للجدالِ.

غطَّتْ بالنَّومِ
تحتَ السَّقفِ المُهلهَلِ،
والرِّيحُ تُربِكُ
قلبَها،
وكوخُها
فِي اضطرابٍ.

آلهةُ كُلِّ الأَحزانِ السَّماويَّةِ،
وصاحبُ عينينِ صامتَتينِ،
كلُّهم
مُتعبونَ،
ومقيَّدونَ بسلاسلِ الحاجةِ
فِي الحبِّ معَ كلِّ مَا يُدعَى إِلى أَن يكونَ خاصَّتَهم
البعيدُ والشَّاسعُ.

ثديانِ هزيلانِ،
وحديقةُ رمَّانٍ
فِي أَحلامِهما
غارقةٌ فِي نَومِي
علَى الرَّغمِ مِن أَنَّه
مَا مِن أَميرٍ،
ولاَ فرسٍ،
ولاَ عُرفِ فرسٍ،
ولاَ حبلٍ لصيدِ الحيواناتِ.

يَظهرونَ معًا، وكيفَ
لاَ،
ولذلكَ يُعِدُّونَ لِمَا
يَبدونَ أَن يَكونوا عليهِ أَبدًا.

جروحُهم غيرُ القابلةِ للشِّفاءِ
ملفوفةٌ بتذاكرِ موقفِ السيَّاراتِ،
والفواتيرِ غيرِ المسدَّدةٍ،
والملاحظاتِ الفظَّةِ لطلباتِ توظيفٍ،
إِنَّها تجعلُ بعضَهم البعضَ هديَّةَ
كلَّ يومٍ.
*
بدونِ أَدنى التَّسرُّعِ
نالُوا ذروةَ البؤسِ المُتبادلِ،
واتَّكأَوا علَى عادةٍ
تُدعَى “الحبَّ”.

البِحارُ،
وَ
الموجُ،
وَ
الرِّيحُ،
والتَّخويلُ المبكِّرُ للعاصفةِ،
وجرأَةُ اللَّيلِ،
وَ
سفينتانِ منْ دونِ ركَّابٍ،
وجثَّتانِ ترقُصانِ
في الرِّياحِ.

حقيقةُ كونِها
فِي أَيدِي
أَساطيرِ الرِّيحِ
أَرى رمادَ
نفاياتِهما
تناثرتْ بعيدًا!
*
عاقبتانِ،
فِي عقولِهما، موحَّدتانِ إِلى الأَبدِ.

سكِّينٌ مقبوضٌ إِلى حَنجرتِها؛
صرخةُ وَحدتِها،
والأَلمُ الحارقُ مِن السَّوطِ.

الحبُّ
نارٌ
تعامَلتْ واشْترتْ
مِن الرُّوحِ
جذوةً، وإِنَّها
مُنسحِبةٌ ومبعثرةٌ
مِن الرُّوحِ.

صيَّادانِ
وقَعا فِي شَركِ
مُعاينةِ طُعمِهما.

السَّماءُ الَّتي رغِبتْها
لاَ نهايةَ لَها مثلَ عينَيْها البحريَّتينِ.
السَّماءُ الَّتي نالتْها فَحسْب
غطَّتِ النُّجومَ فِي عينَيْها.



* (تَرجمها إِلى الإِنجليزيَّةِ: مَاندِي كَنالِيس وسَام فاسِيغي)
* رُباب مُحِب شاعرةٌ من إِيران


صورة مفقودة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى