رشدي الغدير - شهادة السرير

سيشي بنا السرير
لفرط ضيقه بنا
لفرط قلقه بلقاءٍ قادم
اقدامه مغروسة حتى الكاحل
كلما انهار عليه جسدي
يُدير رأسه بغطرسة من يحكم المكان
يقولُ لي
من انت ؟؟
اقولٌ لهٌ
انا رشدي
يجيبُ كمن يسقط الدين
كمن يعتق الرقاب
متبجح هذا السرير كمن يُنشأ النخل والليل بين يديه
يقولٌ لي اعرفك
تتثاءب قبل النوم وبعده
تنهرٌ النهد
كي لا يغفل عن وتر الاصابع
كمن يحبس شهوته في يده
تداعب ازرار القميص
فتهرب منك بنعاس الحياء
يٌرجعها طيش الماء ودغدغة انسيابك إليها
تنتخب لك اكثر الشراشف خجلا
اسمعها تردد في خوف البكارة:
ماذا تريد مني ؟؟
وضعتٌ لك الحب في اقداح السهر
تمرغت لك في وردة الصوت
كسرتٌ الليل وطردتُ النهار
تلقيتُ صفعات البيت
شك الناس
كرههم وشتم عيونهم من اجلك
انت تمد اليها مفاتيح الشبق
يشتعل نيزك جسدها
ترتعش اطرافها تحاول بتر نفسها
توغلُ في شعوذتك
تقدم لها شجرا يختزلٌ الغواية
ويكتنزُ العناصر
ترغمها بغبضتك وصفعاتك
تفتح نوافذها لقطك الاعور
يدخل يخرج يدخل يخرج
هذا القط يستبيح البيت والغرفة
يحول النحاس الى ذهب
والذهب الى ذهب يشبه النحاس
يشتعل ويشعل معه الطريق
يبعث اسلافه للبحث عن قطتها
اختبر فصاحة اللغز
وبراءة الثعلب
وغباء الضحية
يسيل الدم من النافذة
تبكي المسكينة
فيما تتحول انت الى حيوان اخر
تصر على اكمال الطريق
والدهشة في شرايينك
المسكينة لونها ذابل مثل طفلة مخطوفة
وكأني انا السرير اصبحتٌ الكفن والتابوت
وانت اخترقت الخوف بسرب من النوارس الناعقة
ترعف هذه المسكينة
انت تخطط لهجوم اكثر نعومة
تتمنى ان تتحول من سرير الى سكين
تفلقُ رأسك وتستقر في قلبك
من سيغفر لي انا السرير
صمتي مثل خيل الدم على بياض اسمالي
 
أعلى