الخليفة هارون الرشيد و السيدة زبيدة

  • بادئ الموضوع ابن يامون
  • تاريخ البدء
ا

ابن يامون

ومما يحكى أن الخليفة هارون الرشيد كان يحب السيدة زبيدة محبة عظيمة وخصص لها مكاناً للتنزه وعمل لها سياجاً من الأشجار وأرسل إليها الماء من كل جانب فالتفت عليها الأشجار حتى لو دخل أحد يغتسل في تلك البحيرة لم يره أحد من كثرة أوراق الشجر، فاتفق أن السيدة زبيدة دخلت ذلك المكان يوماً وأتت إلى البحيرة. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثانية عشرة بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السيدة زبيدة لما دخلت ذلك المكان يوماً وأتت إلى البحيرة وتفرجت على حسنها وجمالها فأعجبها رونقها والتفاف الأشجار عليها وكان ذلك في يوم الحر فقلعت أثوابها ونزلت إلى البحيرة ووقفت وكانت البحيرة لا تستر من يقف فيها فجعلت تملأ بإبريق من عين وتصب على بدنها فعلم الخليفة بذلك فنزل من قصره يتجسس عليها من خلف أوراق الأشجار فرآها عريانة وقد بان منها ما كان مستور، فلما أحست بأمير المؤمنين خلف أوراق الأشجار وعرفت أنه رآها عريانة التفتت إليه ونظرته فاستحسنت منه ووضعت يدها على فرجها ففاض من بين يديها لفرط كبره وغلظه، فولى من ساعته وهو يتعجب من ذلك وينشد هذا البيت:

نظرت عيني لحيني = وزكا وجدي لبيني

ولم يدر بعد ذلك ما يقول، فأرسل خلف أبي نواس يحضره، فلما حضر بين يديه قال له الخليفة: أنشدني شعراً في أوله:

نظرت عيني لحيني = وزكا وجدي لبيني

فقال أبو نواس: سمعاً وطاعة، وارتجل في أقرب اللحظات وأنشد هذه الأبيات:

نظرت عيني لحيني = وزكا وجدي لبينـي
من غزال قد سباني = تحت ظل الدرتـين
سكب الماء عـلـيه = بأباريق اللـجـين
نظرتني سـتـرتـه = فاض من بين اليدين
ليتني كنت عـلـيه = ساعة أو ساعتـين

فتبسم أمير المؤمنين من كلامه وأحسن إليه وانصرف من عنده مسروراً.


.
 
أعلى