حسن العاصى - نفحة الروح

تناغينى بلطف ودلع تنشد الغرام
وما كان لى فى جسر العشّاق مقام
أومأت لى برمش أصابنى بسقام
من فرط الفتنة فى ثغرها البسّام
يكتمل فى حسنها جمال كنقش الرخام
لكن النفس على الحب آثرت الصيام
كم داعب بساط وصالها رابية الأحلام
فإن بت صريع الهوى فمن يخشى الملام
قالت أنا الهوى والفتنة وأنا للعشق علام
فدع عنك خوف الذنوب فالله يغفر الآثام
إنى فى حبك ابتليت فلا تسل ما فعلت الأيام
ووصالك شفاء وأول الدواء يا طبيبى وئام
سل قلبى قد فاض ولهاً مع الأعوام
فادنُ منى يا خليلى وكن ذا عزم وإقدام
قلت يا نفحة الروح اسقينى الهوى سقى الكرام
فلا صوم عن الراح بعد اليوم ولا فطام
فسكبت الخمر قراح ومدت لى كاس الهيام
وأمعنت فى غيّها بغنج يقد نار الضرام
فأصبحت مخموراً مسحوراً أتعثر بالكلام
وتاهت القوافى وأوهن شرابها منى العظام
لملمتُ زفراتها أتقلّب بين جمر النار والسلام
فقالت طال انتظارى يا مناى والفكر قد هام
أنا الصّبابة فاغنم خصب الشوق يا هُمام
قلت جودى بريق ولا تبخلى يا مرام
فاشتعلت اللهفة وصار الضوء فى العيون ظلام
وارتمينا على فراش الهوى مثل لوحة ورسّام



.
صورة مفقودة
 
أعلى