قصائد إلى "ماري"

منذ "ماري":



مذ تعلّم آدم الأسماء،


مذ تعلّم : ميما،ألفا، راءً، ياء،


منذ البدءِ جاءت"ماري"


فأشرقتِ الحياة...


مذ دوّرها كالخصر،


مذ كوّرها كالنّهد،


مذ دحاها ،ورفع سمْكها ،فسوّاها،


مذ فتّحها وفتّنها،


مذ ألهمها العشق


فأغواها...


جاءت "ماري" وابتدأ التّقويم.


منذ عقود، منذ قرون ، وأنا أؤرّخ :


قبل"ماري"، وبعد "ماري"...


"ماري" الشّمس،


والأرض حول"ماري" تدور.



ليلُ "ماري":



"ماري" تغفو في صحنِ اللّيلِ

- ربّما كانت ْ حياتُها غفوةً

أو غفلةً ،

مثلما كانتْ حياتي-

وأنا أخلعُ أزرارَ مرمرِها،

لأنضوَ عنها النّعاسَ،

يغشاني الكوثرُ

وتنهبُني الأنوارُ...

أصرخُ: أكلّ ُ هذا الكونُ لي؟

أقطعُ اللّيلَ والبرقُ ملء َ دمي ..

أصرخُ " ماري".."ماري"...

فتنسكبُ الآثامُ على الآلامِ،

ويشتعلُ الفردوسُ.




خيالي مثقوب بمسمار غيابها
:


"ماري" تجلس القرفصاء


تفكّر بليلتنا المطفأة،


بطوق غيبتنا، ونجاتنا..


بعينين جاحظتين، تبحث عن قناني عطرها...


تنهض ، تقفز


،تتنهّدني


وتحدّق في سرير البارحة..


فوق " الكوميدينة" فراشة بيضاء


والملاءات على وهج السّرير


تبكي حتفنا...


الآن ..بعد سنين شاحبة


زقزقة ماري عالقة بخيالي المثقوب


بمسمار غيابها.
 
أعلى