فاطمة المشيك - لا ... لستُ لكَ

لا ... لستُ لكَ قد شبّ في القلب اشتعالٌ واحتراق ... أو غُصّةٌ من ألف عام ٍ ... ألف جرح ٍ ... مِلء دمعٍ فاحتراق ... وتَبَعثر الورد العتيق ... وتطايرت كلّ الهدايا عند منعطف الفراق ... وأقامت الشمس الوداع ... وتكلّمت في كلّ أعضائي مناشير الضياع ... همساتُ أقداري ، هنا ... وأفول أقماري ، هنا ... فكتمتُ أسراري .. ، هنا ... قلْ حيث كلّ الكون في قلبي بأوجاعي أنا ... وعلمتُ اني ... لستُ لكْ . *

أحببتُ فيكَ رجولةً من يعرب ٍ ... ما طالها أحدٌ سواك ... ها أنتَ نلتَ منازلاً كلّ المنازل في فؤادي في الدنا ما نالها أحدٌ سواك ... وصبرت كلّ الصبر حتّى... كلّ صبري واستفاق . وعلمتُ أني منذ خطّ العشق نعشي لستُ لكْ . * يا ساكنًا في كبريائي ... أنتَ كلّ الكبرياء . أنت عشقي مع بلائي أنت دمعاتُ الرجاء . ولأنتَ دائي يا دوائي لكنني ... لا ... لست لك . * وتقول لي : عشقي ... ملاكي يا ملاك ، فبأيّ ذنبٍ قد قتلتَ بيَ الملاك ؟! وتقولُ لي : أنتِ المآقي .. أنت ألوانُ الحياة . أنتِ قلبي واشتياقي ... أنتِ دمعاتُ الصلاة . ولأنتِ كلّ الأمنيات ... ظلّي بقربي واستظلّي في عيوني يا ملاك ... لكنني ... لا ... لستُ لك . * فغدوتَ كُلِّي ... بل وإني قد نَذَرتُ النفس كُرمى مقلتيكَ . ومحوتَ منّي " ألف " نفسي في الأنا ... ووضعت فيها " تاء " أنت . أخلصتُ جدًّا في هواك .. وأنت لم ترأف بقلبي في ثراك .. فأخذتَ نفسي بالأسى .. لملمتها . والجرح في قلبي ارتقى .. ضمّدتُه بالدمع .. ثمّ العشق .. ثمّ الطهر .. ثمّ الكبرياء .. أبوابُه .. أوصدتُها جدرانُه ... زنَّرتها بدمِ النقاء . نيرانه .. أطفأتُها حتّى استحالت جمرة تحت الرماد . وخشيتُ أن يبقى بقلبي بعضُ عشق ٍ أو عزاء ... طهّرتُه .. وأعدتُهُ طفلاً صغيرًا يرتقي سُحُبَ السماء . يرتقي نحو القداسة في ربوع الأنبياء . وعلمتُ أن العشق طهرٌ لا يدنّسه البغاء .. وعلمتُ أنّي لست لك .. لا لن أكونَ .. ولستُ لك ..



فاطمة المشيك
 
أعلى